الحسين(ع) نور العقل والرّوح

الحسين(ع) نور العقل والرّوح

إنَّ الحسين(ع)، عندما تنفذ إلى داخله قبل الإمامة في حركيّتها الفعليّة، تراه النّور الّذي لا ظلمة فيه، هو نورٌ يفتح للعقل أكثر من إشراقة، ويفتح للرّوح أكثر من إضاءة، ويعطي النّور في كلّ دروبه الّتي يسلكها، وهو الّذي درج مع رسول الله(ص)، وكانت عاطفةُ رسول الله تمتدّ إلى عمق هذا الطّفل النّورانيّ، إلى قلبه ونبضاته وشعوره، من أجل أن تكون عاطفته عاطفةً رسوليّة، فلا تنفتح إلا على الرّسالة، ومن أجل أن تكون كلّ نبضات قلبه وأحاسيسه ومشاعره نبضات في خطّ الرّسالة.

وهكذا قال رسول الله(ص) عنه وعن أخيه(ع): "الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنّة".. وهذه الكلمة لو وعاها كلّ النّاس ـ ولم يروِها الشّيعة فحسب ـ لعرفوا أنّ الكلمة تعني شرعيّة الحسن(ع) في كلّ ما فعل، وشرعيّة الحسين(ع) في كلّ ما فعل، لأنّ سيّد شباب أهل الجنّة لا يمكن أن يخطئ في أيّ موقع.. أهل الجنّة يعيشون الانفتاح على الله، فكيف بمن هو سيّد أهل الجنة؟!

مصدر الشرعيَّة

ولذلك، فنحن من خلال كلمة رسول الله(ص)، الّذي لا ينطق عن الهوى {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}، لا يمكن أن نناقش صلح الحسن(ع) لنعرف كيف انسجم مع الخطّ الإسلاميّ، أو نناقش ثورة الحسين(ع).. فالحسن والحسين(ع) هما اللّذان يعطيان الشّرعيّة، وهكذا هم أهل البيت(ع) الّذين أذهب الله عنهم رجس الباطل، في الفكر والعاطفة والحركة والعلاقة والموقف؛ إنّهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين والسّلسلة الطيّبة من ذرّية الحسين، وطهّرهم تطهيراً.

من الحسين(ع) الّذي انطلق من رسول الله(ص)، وانطلق من عليّ وفاطمة(ع) وانطلق مع الحسن(ع)، من الحسين(ع) ننطلق، هل لنلتقي به في كربلاء، لتكون كربلاء أوّل لقاءاتنا به؟

نحن نلتقي بالحسين(ع) من خلال إمامته، والإمامة امتداد لحركة النبوّة في خطّ الإسلام، فعندما يستكمل الوحي كلّ آيات الله، يضعه رسول الوحي في الأيدي الأمينة الّتي هي الحقّ كلّه، والرّسالة كلّها.

مع الحسين إماماً

ومن هنا، فإنّنا نلتقي بالحسين(ع) منذ أن انطلق إماماً في إمامته الجنينيّة مع أبيه وأخيه، ومنذ تحرّك في إمامته الفعليّة وهو يقود الإسلام، وإذا التقينا بالحسين هنا وهناك، فإنّنا نلتقي برسول الله(ص) وهو يدعو إلى الإسلام، وهو يجاهد في سبيل الإسلام، وهو يؤصّل لنا مفاهيم الإسلام، حتّى لا تقترب منها أيّ شبهة وأيّ باطل.

ومن هنا، فإذا انطلقنا من الحسين من خلال إمامته، انفتحنا على الإسلام كلّه في رحابته، ومسؤوليّة الأئمّة(ع) هي الدّعوة إلى الإسلام في داخل الواقع الإسلاميّ وخارجه، وتأصيل مفاهيم الإسلام عندما يريد الآخرون أن يركّزوها على السّطح دون العمق، وأن يزيلوا كلّ تخلّف عن كلّ الواقع الثقافي والسياسي والاجتماعي للمسلمين، وغير ذلك من كلّ ما وضعه رسول الله(ص) بين أيديهم.

ومن هنا، فإذا التقينا بالحسين(ع) إمام الإسلام، فإنَّ علينا ـ وقد ابتعد بنا الزَّمن عن الحسين(ع) مادّيّاً ـ أن ننفتح على مسؤوليَّاتنا، لأنّنا سائرون في خطّه، ولأنّنا الموالون له ولكلّ أهل البيت(ع).. ولا بدَّ لنا من أن ننفتح على الإسلام كلّه، وعلى المسلمين كلّهم، وأن لا نحصر الإسلام في دائرة ضيّقة نحاول أن نجترّ في داخلها أحزاننا وآلامنا..

لا بدّ لنا من أن نعمل على أساس أن ننطلق بالإسلام إلى العالم، ليكون كلّ واحد منّا المسلم العالميّ الّذي ينفتح على الإسلام دعوةً وحركةً وموقفاً من خلال حركة الإنسان في العالم، لأنّ رسول الله(ص) أرسله الله تعالى إلى النّاس كافّةً، بشيراً ونذيراً، وقد قال لهم: {إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً}.. ولهذا فمن كان مسلماً معنا التقينا معه، وتحرّكنا معاً على خطّ الإسلام، ومن لم يكن معنا، انفتحنا عليه لندعوه إلى الإسلام، ولنحاوره ولنلتقي معه على الكلمة السّواء.

الإسلام لا يدخل في قمقم أحد

ونحن عندما نريد أن نركّز هذه المسألة، فلكي نواجه كلّ هذه الطفيليّات الّتي حبستنا في الدّائرة الضيّقة، والّتي جعلت بعضنا يهرب من الإسلام الواسع، ويحاول أن يثير كلّ الزّوايا الضيّقة وكلّ السلبيّات هنا وهناك، في درب الإسلام وما يحيط به، حتّى يقال للإسلام إذا أراد أن يتحرَّك هناك: حاذِرْ، فهنا وضع سياسيّ خاصّ، وإذا أراد أن يتحرّك هناك: انتبه، فهناك وضع طائفيّ خاصّ، ووضع قوميّ أو وطنيّ خاصّ..

والكثيرون يتكلّمون دائماً عن الوضع الدّاخليّ الخاصّ والوضع العربيّ الخاصّ، والوضع الإقليميّ الخاصّ، ولو كان رسول الله(ص) في مكّة وكانوا معه، لقالوا له: لاحظ وضع قريش الخاصّ، ووضع مكّة من خلال ظروفها الاقتصاديّة والسياسيّة والثقافيّة في الواقع العربي، هؤلاء الّذين يرفضون لك أن تنطلق بالإسلام في مجتمع متنوّع، إلا إذا حبسته في زنزانة طائفيّة ضيّقة.

إنّ الإسلام لا يمكن أن يدخل في قمقم أحد، فلا يمكن أن نحبسه في وطن ولا في قوميّة ولا في دائرة أيّة جهة.. ونحن لسنا عدوانيّين، ولكن من حقّنا أن ندعو كلّ النّاس إلى الإسلام بكلّ وضوح وبكلّ قوّة، ومن حقّنا أن يتجسّد فينا رسول الله(ص) الّذي أراد الله له أن يدعو النّاس كافّةً إلى الإسلام، ونحن لا نخجل بالإسلام، ولا نعيش العقدة من طرحه، ولسنا مستعدّين لأن نخضع الإسلام لأيّة لعبة سياسيّة محليّة أو إقليميّة.

[المصدر: حديث عاشوراء]

إنَّ الحسين(ع)، عندما تنفذ إلى داخله قبل الإمامة في حركيّتها الفعليّة، تراه النّور الّذي لا ظلمة فيه، هو نورٌ يفتح للعقل أكثر من إشراقة، ويفتح للرّوح أكثر من إضاءة، ويعطي النّور في كلّ دروبه الّتي يسلكها، وهو الّذي درج مع رسول الله(ص)، وكانت عاطفةُ رسول الله تمتدّ إلى عمق هذا الطّفل النّورانيّ، إلى قلبه ونبضاته وشعوره، من أجل أن تكون عاطفته عاطفةً رسوليّة، فلا تنفتح إلا على الرّسالة، ومن أجل أن تكون كلّ نبضات قلبه وأحاسيسه ومشاعره نبضات في خطّ الرّسالة.

وهكذا قال رسول الله(ص) عنه وعن أخيه(ع): "الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنّة".. وهذه الكلمة لو وعاها كلّ النّاس ـ ولم يروِها الشّيعة فحسب ـ لعرفوا أنّ الكلمة تعني شرعيّة الحسن(ع) في كلّ ما فعل، وشرعيّة الحسين(ع) في كلّ ما فعل، لأنّ سيّد شباب أهل الجنّة لا يمكن أن يخطئ في أيّ موقع.. أهل الجنّة يعيشون الانفتاح على الله، فكيف بمن هو سيّد أهل الجنة؟!

مصدر الشرعيَّة

ولذلك، فنحن من خلال كلمة رسول الله(ص)، الّذي لا ينطق عن الهوى {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}، لا يمكن أن نناقش صلح الحسن(ع) لنعرف كيف انسجم مع الخطّ الإسلاميّ، أو نناقش ثورة الحسين(ع).. فالحسن والحسين(ع) هما اللّذان يعطيان الشّرعيّة، وهكذا هم أهل البيت(ع) الّذين أذهب الله عنهم رجس الباطل، في الفكر والعاطفة والحركة والعلاقة والموقف؛ إنّهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين والسّلسلة الطيّبة من ذرّية الحسين، وطهّرهم تطهيراً.

من الحسين(ع) الّذي انطلق من رسول الله(ص)، وانطلق من عليّ وفاطمة(ع) وانطلق مع الحسن(ع)، من الحسين(ع) ننطلق، هل لنلتقي به في كربلاء، لتكون كربلاء أوّل لقاءاتنا به؟

نحن نلتقي بالحسين(ع) من خلال إمامته، والإمامة امتداد لحركة النبوّة في خطّ الإسلام، فعندما يستكمل الوحي كلّ آيات الله، يضعه رسول الوحي في الأيدي الأمينة الّتي هي الحقّ كلّه، والرّسالة كلّها.

مع الحسين إماماً

ومن هنا، فإنّنا نلتقي بالحسين(ع) منذ أن انطلق إماماً في إمامته الجنينيّة مع أبيه وأخيه، ومنذ تحرّك في إمامته الفعليّة وهو يقود الإسلام، وإذا التقينا بالحسين هنا وهناك، فإنّنا نلتقي برسول الله(ص) وهو يدعو إلى الإسلام، وهو يجاهد في سبيل الإسلام، وهو يؤصّل لنا مفاهيم الإسلام، حتّى لا تقترب منها أيّ شبهة وأيّ باطل.

ومن هنا، فإذا انطلقنا من الحسين من خلال إمامته، انفتحنا على الإسلام كلّه في رحابته، ومسؤوليّة الأئمّة(ع) هي الدّعوة إلى الإسلام في داخل الواقع الإسلاميّ وخارجه، وتأصيل مفاهيم الإسلام عندما يريد الآخرون أن يركّزوها على السّطح دون العمق، وأن يزيلوا كلّ تخلّف عن كلّ الواقع الثقافي والسياسي والاجتماعي للمسلمين، وغير ذلك من كلّ ما وضعه رسول الله(ص) بين أيديهم.

ومن هنا، فإذا التقينا بالحسين(ع) إمام الإسلام، فإنَّ علينا ـ وقد ابتعد بنا الزَّمن عن الحسين(ع) مادّيّاً ـ أن ننفتح على مسؤوليَّاتنا، لأنّنا سائرون في خطّه، ولأنّنا الموالون له ولكلّ أهل البيت(ع).. ولا بدَّ لنا من أن ننفتح على الإسلام كلّه، وعلى المسلمين كلّهم، وأن لا نحصر الإسلام في دائرة ضيّقة نحاول أن نجترّ في داخلها أحزاننا وآلامنا..

لا بدّ لنا من أن نعمل على أساس أن ننطلق بالإسلام إلى العالم، ليكون كلّ واحد منّا المسلم العالميّ الّذي ينفتح على الإسلام دعوةً وحركةً وموقفاً من خلال حركة الإنسان في العالم، لأنّ رسول الله(ص) أرسله الله تعالى إلى النّاس كافّةً، بشيراً ونذيراً، وقد قال لهم: {إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً}.. ولهذا فمن كان مسلماً معنا التقينا معه، وتحرّكنا معاً على خطّ الإسلام، ومن لم يكن معنا، انفتحنا عليه لندعوه إلى الإسلام، ولنحاوره ولنلتقي معه على الكلمة السّواء.

الإسلام لا يدخل في قمقم أحد

ونحن عندما نريد أن نركّز هذه المسألة، فلكي نواجه كلّ هذه الطفيليّات الّتي حبستنا في الدّائرة الضيّقة، والّتي جعلت بعضنا يهرب من الإسلام الواسع، ويحاول أن يثير كلّ الزّوايا الضيّقة وكلّ السلبيّات هنا وهناك، في درب الإسلام وما يحيط به، حتّى يقال للإسلام إذا أراد أن يتحرَّك هناك: حاذِرْ، فهنا وضع سياسيّ خاصّ، وإذا أراد أن يتحرّك هناك: انتبه، فهناك وضع طائفيّ خاصّ، ووضع قوميّ أو وطنيّ خاصّ..

والكثيرون يتكلّمون دائماً عن الوضع الدّاخليّ الخاصّ والوضع العربيّ الخاصّ، والوضع الإقليميّ الخاصّ، ولو كان رسول الله(ص) في مكّة وكانوا معه، لقالوا له: لاحظ وضع قريش الخاصّ، ووضع مكّة من خلال ظروفها الاقتصاديّة والسياسيّة والثقافيّة في الواقع العربي، هؤلاء الّذين يرفضون لك أن تنطلق بالإسلام في مجتمع متنوّع، إلا إذا حبسته في زنزانة طائفيّة ضيّقة.

إنّ الإسلام لا يمكن أن يدخل في قمقم أحد، فلا يمكن أن نحبسه في وطن ولا في قوميّة ولا في دائرة أيّة جهة.. ونحن لسنا عدوانيّين، ولكن من حقّنا أن ندعو كلّ النّاس إلى الإسلام بكلّ وضوح وبكلّ قوّة، ومن حقّنا أن يتجسّد فينا رسول الله(ص) الّذي أراد الله له أن يدعو النّاس كافّةً إلى الإسلام، ونحن لا نخجل بالإسلام، ولا نعيش العقدة من طرحه، ولسنا مستعدّين لأن نخضع الإسلام لأيّة لعبة سياسيّة محليّة أو إقليميّة.

[المصدر: حديث عاشوراء]

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير