فتح مكّة.. يوم انتصر الإسلام على الشّرك

فتح مكّة.. يوم انتصر الإسلام على الشّرك

تاريخه: تؤكّد أكثريّة الرّوايات الواردة أنّه كان في شهر رمضان من سنة 8 للهجرة، مع اختلافٍ حول اليوم الّذي انطلق فيه، بين من يقول إنّه في اليوم الثّاني، ومن يقول في اليوم العاشر، ومن يقول غير ذلك...

دوافعه: نقض القرشيّين للصّلح الّذي قام بينهم وبين المسلمين، والّذي سمّي صلح الحديبية[1]، وكان قد مرّ على هذا الصّلح قرابة السّنتين.

معطيات نقض الصّلح:

نزاع جرى بين أحد أفراد قبيلة كنانة وكانت حليفة قريش، وأحد أفراد قبيلة خزاعة الّتي كانت حليفة الرّسول(ص)، ما جعل القرشيّين يحشدون مع حليفتهم، ويقتلون عددًا من الخزاعيّين، وكان ذلك نقضًا لبنود الصّلح بينهم وبين المسلمين.

ولأنّ "قريش" أدركت خطأها وقيامها بنقض العهد مع الرّسول(ص)، أرسلت رئيسها أبا سفيان إلى المدينة، ليطلب من الرّسول(ص) إطالة أمد الصّلح، إلّا أنّ الرسول(ص) رفض الطلب.

الرّسول يجهّز جيش المسلمين:

نتيجة نقض الصّلح، قرّر النبيّ(ص) التوجه إلى مكّة لمواجهة قريش، فجهّز ما يفوق العشرة آلاف مقاتل من المهاجرين والأنصار وبعض القبائل الأخرى، ما جعله أكبر قوّة عسكريّة لم تشهد لها مكّة نظيرًا من قبل.

ولإنجاح المخطّط، قرّر(ص) التحرّك سرًّا، ومباغتتة القرشيّين، ولكنّ أحد أفراد المسلمين، واسمه حاطب بن بلتعة، أرسل مع امرأة إنذاراً لقريش لينبّهها من قدوم المسلمين، من خلال رسالة خبّأتها في شعرها، إلّا أنّ أمره انكشف، ولم تصل الرّسالة إلى قريش.

وصل جيش المسلمين إلى مشارف مكّة وقام بتطويقها تطويقًا كاملًا.

شكَّل العدد الكبير للمسلمين المجهَّزين بالسّلاح والعتاد خوفًا عند القرشيّين، وأثار الارتباك فيما بينهم، فسعوا إلى منع الحرب لأنّهم أدركوا أنّهم خاسرون.

توجّه أبو سفيان بإيعازٍ من العبّاس بن عبد المطّلب إلى رسول الله(ص)، وجرى لقاء بينهما، كانت نتيجته ما عبّر عنه الرّسول(ص) بقوله: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن دخل داره وأغلق عليه بابه فهو آمن".

ليدخل الرّسول(ص) مكّة فاتحًا من دون قتال، وكانت المرّة الأولى الّتي يدخلها مذ هاجر منها إلى المدينة في بداية الدّعوة، وكان أوّل ما فعله أن طاف حول الكعبة، وحطّم الأصنام الّتي كانت تحيط بها، والتي كانت تبلغ حوالى 360 صنمًا، كما يروى.

كيف تعاطى الرّسول مع أهل مكّة؟:

بعد الانتصار على القرشيّين، ودخوله مكّة فاتحًا منتصرًا، توجّه الرّسول(ص) إلى المكّيين وسألهم: "ماذا ترون أنّي فاعل بكم؟"، قالوا: خيراً، أخٌ كريم وابن أخ كريم. فقال(ص): "إنّي أقول لكم ما قال أخي يوسف لأخوته: لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. اذهبوا فأنتم الطلقاء".

من نتائج الفتح:

ـــــــــ تحطيم الأصنام الّتي كانت تدلّ على عقيدة الشّرك عند القرشيّين.

ــــــــــــ زوال حكم قريش واستبدال الحكم الإسلاميّ بها.

ـــــــــ دخول الكثير من القرشيّين وقبائل العرب في الإسلام، ما جعل رقعة الإسلام تتّسع وتمتدّ.

ـــــــــ ترتيب أمور مكّة من قبل المسلمين، بعد أن كانت بيد القرشيّين...


[1] صلح الحديبية عقد في العام 6 للهجرة بين الرّسول(ص) وقريش، على أن يكون هناك هدنة بين الطّرفين لمدّة عشر سنوات.

تاريخه: تؤكّد أكثريّة الرّوايات الواردة أنّه كان في شهر رمضان من سنة 8 للهجرة، مع اختلافٍ حول اليوم الّذي انطلق فيه، بين من يقول إنّه في اليوم الثّاني، ومن يقول في اليوم العاشر، ومن يقول غير ذلك...

دوافعه: نقض القرشيّين للصّلح الّذي قام بينهم وبين المسلمين، والّذي سمّي صلح الحديبية[1]، وكان قد مرّ على هذا الصّلح قرابة السّنتين.

معطيات نقض الصّلح:

نزاع جرى بين أحد أفراد قبيلة كنانة وكانت حليفة قريش، وأحد أفراد قبيلة خزاعة الّتي كانت حليفة الرّسول(ص)، ما جعل القرشيّين يحشدون مع حليفتهم، ويقتلون عددًا من الخزاعيّين، وكان ذلك نقضًا لبنود الصّلح بينهم وبين المسلمين.

ولأنّ "قريش" أدركت خطأها وقيامها بنقض العهد مع الرّسول(ص)، أرسلت رئيسها أبا سفيان إلى المدينة، ليطلب من الرّسول(ص) إطالة أمد الصّلح، إلّا أنّ الرسول(ص) رفض الطلب.

الرّسول يجهّز جيش المسلمين:

نتيجة نقض الصّلح، قرّر النبيّ(ص) التوجه إلى مكّة لمواجهة قريش، فجهّز ما يفوق العشرة آلاف مقاتل من المهاجرين والأنصار وبعض القبائل الأخرى، ما جعله أكبر قوّة عسكريّة لم تشهد لها مكّة نظيرًا من قبل.

ولإنجاح المخطّط، قرّر(ص) التحرّك سرًّا، ومباغتتة القرشيّين، ولكنّ أحد أفراد المسلمين، واسمه حاطب بن بلتعة، أرسل مع امرأة إنذاراً لقريش لينبّهها من قدوم المسلمين، من خلال رسالة خبّأتها في شعرها، إلّا أنّ أمره انكشف، ولم تصل الرّسالة إلى قريش.

وصل جيش المسلمين إلى مشارف مكّة وقام بتطويقها تطويقًا كاملًا.

شكَّل العدد الكبير للمسلمين المجهَّزين بالسّلاح والعتاد خوفًا عند القرشيّين، وأثار الارتباك فيما بينهم، فسعوا إلى منع الحرب لأنّهم أدركوا أنّهم خاسرون.

توجّه أبو سفيان بإيعازٍ من العبّاس بن عبد المطّلب إلى رسول الله(ص)، وجرى لقاء بينهما، كانت نتيجته ما عبّر عنه الرّسول(ص) بقوله: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن دخل داره وأغلق عليه بابه فهو آمن".

ليدخل الرّسول(ص) مكّة فاتحًا من دون قتال، وكانت المرّة الأولى الّتي يدخلها مذ هاجر منها إلى المدينة في بداية الدّعوة، وكان أوّل ما فعله أن طاف حول الكعبة، وحطّم الأصنام الّتي كانت تحيط بها، والتي كانت تبلغ حوالى 360 صنمًا، كما يروى.

كيف تعاطى الرّسول مع أهل مكّة؟:

بعد الانتصار على القرشيّين، ودخوله مكّة فاتحًا منتصرًا، توجّه الرّسول(ص) إلى المكّيين وسألهم: "ماذا ترون أنّي فاعل بكم؟"، قالوا: خيراً، أخٌ كريم وابن أخ كريم. فقال(ص): "إنّي أقول لكم ما قال أخي يوسف لأخوته: لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. اذهبوا فأنتم الطلقاء".

من نتائج الفتح:

ـــــــــ تحطيم الأصنام الّتي كانت تدلّ على عقيدة الشّرك عند القرشيّين.

ــــــــــــ زوال حكم قريش واستبدال الحكم الإسلاميّ بها.

ـــــــــ دخول الكثير من القرشيّين وقبائل العرب في الإسلام، ما جعل رقعة الإسلام تتّسع وتمتدّ.

ـــــــــ ترتيب أمور مكّة من قبل المسلمين، بعد أن كانت بيد القرشيّين...


[1] صلح الحديبية عقد في العام 6 للهجرة بين الرّسول(ص) وقريش، على أن يكون هناك هدنة بين الطّرفين لمدّة عشر سنوات.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير