السيد الخميني واجهَ الاستكبار والظلم

السيِّد الخمينيُّ واجهَ الاستكبار والظلم
في ذكرى رحيل مفجِّر الثَّورة الإسلاميَّة، آية الله العظمى السيِّد الخميني (قده)، في الرابع من حزيران من العام 1989م، نستعيد بعضاً من كلمات العلَّامة المرجع السيِّد محمّد حسين فضل الله (رض) حول دوره الكبير في انتصار الثَّورة، ونصرة المستضعفين في العالم، ودعم القضيّة الفلسطينيّة، واعتبارها القضيّة المركزيّة للمسلمين جميعاً.

يقول السيّد محمّد حسين فضل الله (رض) حول دور السيّد الخميني (قده) في خطِّ الجهاد والدَّعوة إلى الإسلام، إنَّ السيِّد "حمل أمانة رسول الله (ص)، وهي الإسلام، على كتفيه مدَّة تزيد عن ربع قرن في خطِّ الجهاد، وكان قد حملها مدَّة تزيد عن نصف قرن في خطِّ الفكر والتَّخطيط..."[1].

مضيفاً بأنّه "استطاع أن يبعث في العالَم روحاً جديدة هي روح الإسلام؛ إنّه حدَّث النَّاس عن الإسلام ولم يحدّثهم عن الفرس، أو عن أيّ قضيَّة جغرافيَّة أو محوريَّة، ولكنّه حدَّثهم عن الإسلام وعن أحكامه وروحه وعن عرفانه وتقواه، وكان في حديثه ينقل الفكرة والتَّطبيق معاً، لأنّه حرَّك الفكرة من خلال التجربة، ولم يحرِّكها فقط من خلال التَّنظير"[2].

وفي وصفه لحركة السيِّد الخميني (قده) وصموده أمام كلّ التحدّيات في سبيل الإسلام والعدالة ومواجهة الطّواغيت والاستكبار، يقول سماحة السيّد فضل الله (رض) إنّ السيِّد (قده) "فَهِمَ الإسلام فهماً واسعاً شاملاً؛ فهمه في عقيدته انفتاحاً على الله، وفهمه في عباداته تربية للنَّفس بين يدي الله، وفهمه في شريعته حركة من أجل الحريّة والعدالة للإنسان في الكون، ولهذا دعا له أوّلاً وثانياً وثالثاً، واضْطُهِد وشُرِّد ونفي، وتعرَّض للأخطار، وتعرَّض لكلّ الكلمات السيِّئة التي يسوقها الاستكبار العالميّ [ضدّه]، واستطاع بكلّ هذه الصَّلابة الإسلاميَّة والوعي الإيماني والحركيّة الَّتي وجَّهها لترتبط بالإسلام في كلّ جانب النظرية والتطبيق، استطاع بكلّ ذلك أن يصل ليسقط الطَّاغوت، ثمّ بعد ذلك ليرفع حكم الإسلام على أساس الدَّولة الإسلاميَّة..."[3].

ويلفت سماحته إلى أنّ السيِّد الخميني (قده) "كان يفكِّر في مسألة الحريّة في حجم العالم، وكان يفكِّر في مسألة العدالة في حجم العالم... ولذلك، خاض الحرب مع المنافقين ومع عملاء الاستكبار، وخاض الحرب مع الاستكبار كلّه، وكان الثَّائر الصّلب في وجه الاستكبار العالميّ...[4]".

وفيما يتعلّق بمسألة الوحدة الإسلاميّة الّتي دعا إليها السيِّد الخمينيّ (قده) وشدَّد عليها، لما لها من أهميَّة في مواجهة الاستكبار العالميّ، يشير سماحة السيِّد فضل الله (رض) إلى أنَّ السيِّد الخميني (قده) "درس بوعيه الإسلاميّ السياسيّ الواقعيّ مسألة الاستكبار العالمي، ورأى أنّها تتحرَّك بكلِّ قساوة وقوّة لاستغلال نقاط الضّعف الموجودة داخل الواقع الإسلاميّ، من خلال المذهبيات المتنوّعة التي تحوّلت إلى عصبيّات متنوّعة يقف فيها المسلم ضدّ المسلم الآخر، أكثر ممّا يقف فيها ضدّ صاحب الدّين الآخر أو التيّار الآخر، بفعل تاريخ التخلُّف والجهل، وبفعل الاستكبار الذي كان يعبث بالواقع الإسلامي، لذلك، أطلق السيِّد الخميني (قده) شعاره المعروف "يا مسلمي العالم اتّحدوا"، أو "أيُّها المسلمون اتّحدوا"، وانفتح من خلال تجربته على قضايا المسلمين في العالم. ومن هنا، كانت قضيّة فلسطين تمثّل القضيَّة المركز في تفكيره، والتَّي أعطاها كلّ شيء[5]".

ويؤكِّد سماحته فيما يتعلّق بدور السيِّد الخميني في مواجهة إسرائيل، بأنَّه (قده) أراد أن "يصنع من المسلمين والمستضعفين قوّة من موقع الأصالة، حيث قال للنَّاس كلّهم: "إنَّ "إسرائيل" غدَّة سرطانيَّة ولا بُدَّ من القضاء عليها"، لأنَّنا إذا لـم نقضِ عليها، فسوف تتحوَّل إلى حالة سرطانيَّة في المنطقة تقضي على كلّ الخلايا التي تمدّ النّاس بالحياة، حيث لا يمكن إيقاف هذا الداء إلَّا بالاتحاد، فأطلق نداءه للمسلمين والمستضعفين...[6]، ليشكّل المستضعفون في العالم جبهة من خلال الإيمان بالعدل ورفض الظّلم..."[7]

---------
 
[1] من كلمة لسماحته في يوم وفاة الإمام الخميني (قده)، بتاريخ 4 حزيران العام 1989م.

[2] الجمعة منبر ومحراب.

[3] من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

[4] من كلمة لسماحته في يوم وفاة السيِّد الخميني (قده)، بتاريخ 4 حزيران العام 1989م.

[5] من كتاب "للإنسان والحياة".

[6] من كتاب "إرادة القوّة".

[7] من محاضرة "فكر وثقافة، بتاريخ: 28/ 12/ 1996م.
 
في ذكرى رحيل مفجِّر الثَّورة الإسلاميَّة، آية الله العظمى السيِّد الخميني (قده)، في الرابع من حزيران من العام 1989م، نستعيد بعضاً من كلمات العلَّامة المرجع السيِّد محمّد حسين فضل الله (رض) حول دوره الكبير في انتصار الثَّورة، ونصرة المستضعفين في العالم، ودعم القضيّة الفلسطينيّة، واعتبارها القضيّة المركزيّة للمسلمين جميعاً.

يقول السيّد محمّد حسين فضل الله (رض) حول دور السيّد الخميني (قده) في خطِّ الجهاد والدَّعوة إلى الإسلام، إنَّ السيِّد "حمل أمانة رسول الله (ص)، وهي الإسلام، على كتفيه مدَّة تزيد عن ربع قرن في خطِّ الجهاد، وكان قد حملها مدَّة تزيد عن نصف قرن في خطِّ الفكر والتَّخطيط..."[1].

مضيفاً بأنّه "استطاع أن يبعث في العالَم روحاً جديدة هي روح الإسلام؛ إنّه حدَّث النَّاس عن الإسلام ولم يحدّثهم عن الفرس، أو عن أيّ قضيَّة جغرافيَّة أو محوريَّة، ولكنّه حدَّثهم عن الإسلام وعن أحكامه وروحه وعن عرفانه وتقواه، وكان في حديثه ينقل الفكرة والتَّطبيق معاً، لأنّه حرَّك الفكرة من خلال التجربة، ولم يحرِّكها فقط من خلال التَّنظير"[2].

وفي وصفه لحركة السيِّد الخميني (قده) وصموده أمام كلّ التحدّيات في سبيل الإسلام والعدالة ومواجهة الطّواغيت والاستكبار، يقول سماحة السيّد فضل الله (رض) إنّ السيِّد (قده) "فَهِمَ الإسلام فهماً واسعاً شاملاً؛ فهمه في عقيدته انفتاحاً على الله، وفهمه في عباداته تربية للنَّفس بين يدي الله، وفهمه في شريعته حركة من أجل الحريّة والعدالة للإنسان في الكون، ولهذا دعا له أوّلاً وثانياً وثالثاً، واضْطُهِد وشُرِّد ونفي، وتعرَّض للأخطار، وتعرَّض لكلّ الكلمات السيِّئة التي يسوقها الاستكبار العالميّ [ضدّه]، واستطاع بكلّ هذه الصَّلابة الإسلاميَّة والوعي الإيماني والحركيّة الَّتي وجَّهها لترتبط بالإسلام في كلّ جانب النظرية والتطبيق، استطاع بكلّ ذلك أن يصل ليسقط الطَّاغوت، ثمّ بعد ذلك ليرفع حكم الإسلام على أساس الدَّولة الإسلاميَّة..."[3].

ويلفت سماحته إلى أنّ السيِّد الخميني (قده) "كان يفكِّر في مسألة الحريّة في حجم العالم، وكان يفكِّر في مسألة العدالة في حجم العالم... ولذلك، خاض الحرب مع المنافقين ومع عملاء الاستكبار، وخاض الحرب مع الاستكبار كلّه، وكان الثَّائر الصّلب في وجه الاستكبار العالميّ...[4]".

وفيما يتعلّق بمسألة الوحدة الإسلاميّة الّتي دعا إليها السيِّد الخمينيّ (قده) وشدَّد عليها، لما لها من أهميَّة في مواجهة الاستكبار العالميّ، يشير سماحة السيِّد فضل الله (رض) إلى أنَّ السيِّد الخميني (قده) "درس بوعيه الإسلاميّ السياسيّ الواقعيّ مسألة الاستكبار العالمي، ورأى أنّها تتحرَّك بكلِّ قساوة وقوّة لاستغلال نقاط الضّعف الموجودة داخل الواقع الإسلاميّ، من خلال المذهبيات المتنوّعة التي تحوّلت إلى عصبيّات متنوّعة يقف فيها المسلم ضدّ المسلم الآخر، أكثر ممّا يقف فيها ضدّ صاحب الدّين الآخر أو التيّار الآخر، بفعل تاريخ التخلُّف والجهل، وبفعل الاستكبار الذي كان يعبث بالواقع الإسلامي، لذلك، أطلق السيِّد الخميني (قده) شعاره المعروف "يا مسلمي العالم اتّحدوا"، أو "أيُّها المسلمون اتّحدوا"، وانفتح من خلال تجربته على قضايا المسلمين في العالم. ومن هنا، كانت قضيّة فلسطين تمثّل القضيَّة المركز في تفكيره، والتَّي أعطاها كلّ شيء[5]".

ويؤكِّد سماحته فيما يتعلّق بدور السيِّد الخميني في مواجهة إسرائيل، بأنَّه (قده) أراد أن "يصنع من المسلمين والمستضعفين قوّة من موقع الأصالة، حيث قال للنَّاس كلّهم: "إنَّ "إسرائيل" غدَّة سرطانيَّة ولا بُدَّ من القضاء عليها"، لأنَّنا إذا لـم نقضِ عليها، فسوف تتحوَّل إلى حالة سرطانيَّة في المنطقة تقضي على كلّ الخلايا التي تمدّ النّاس بالحياة، حيث لا يمكن إيقاف هذا الداء إلَّا بالاتحاد، فأطلق نداءه للمسلمين والمستضعفين...[6]، ليشكّل المستضعفون في العالم جبهة من خلال الإيمان بالعدل ورفض الظّلم..."[7]

---------
 
[1] من كلمة لسماحته في يوم وفاة الإمام الخميني (قده)، بتاريخ 4 حزيران العام 1989م.

[2] الجمعة منبر ومحراب.

[3] من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

[4] من كلمة لسماحته في يوم وفاة السيِّد الخميني (قده)، بتاريخ 4 حزيران العام 1989م.

[5] من كتاب "للإنسان والحياة".

[6] من كتاب "إرادة القوّة".

[7] من محاضرة "فكر وثقافة، بتاريخ: 28/ 12/ 1996م.
 
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية