الإمامُ الباقرُ (ع): الانفتاحُ على الواقعِ الإسلاميِّ كلِّهِ

الإمامُ الباقرُ (ع): الانفتاحُ على الواقعِ الإسلاميِّ كلِّهِ

عاش الإمام الباقر (ع) في أواخر الحكم الأمويّ، وكان الأمويّون في صراعهم مع العباسيّين مشغولين عنه من أجل الحفاظ على ملكهم، كما انشغل العباسيّون عن ابنه الإمام الصّادق (ع) من أجل تأسيس ملكهم.

ولذلك، اندفع الإمامان الباقر والصّادق (ع) ليغنيا السَّاحة الإسلاميَّة بما وهبهما الله من علم، وعلمهما هو من علم رسول الله (ص)، فالله أعطى رسوله (ص) علم ما أراد أن يبلّغه مما يحتاجه الناس، والأئمّة (ع) أخذوا من رسول الله (ص) ذلك كلَّه.

وفي تلك الفترة، كان الإمام الباقر (ع)، ومعه ولده الإمام جعفر الصّادق (ع)، يتحرّكان في مدرسة مفتوحة على الواقع الإسلاميّ كلِّه، فبالرّغم من أنّهما كانا يمثّلان في موقعهما المميَّز عنواناً مذهبيّاً، في ما يعتقده الكثيرون من المسلمين بأنَّهما إمامان في موقع الوصاية من رسول الله (ص)، لكنَّهما في مدرستهما الواسعة الَّتي بدأها الإمام الباقر (ع)، كانا منفتحين على الواقع الإسلاميِّ كلِّه، فنرى أنَّ مختلف العلماء ممّن يلتزمون اجتهاداً معيَّناً، سواء أكان ذلك في خطِّ المذهبيّة الكلاميّة مما يختلف فيه الناس في علم الكلام، أو المذهبيّة الفقهيّة مما يتنوّع فيه الناس في مذاهبهم الفقهيَّة، أو في بعض حركيّة المفاهيم في الواقع الاجتماعي الذي كان يعيشه الناس، نرى أنَّ كلَّ هؤلاء العلماء كانوا تلامذة هاتين المدرستين اللّتين ليستا إلّا مدرسة الإسلام.

لقد كانت مدرسة الإمام الباقر (ع) مدرسة منفتحةً على المسلمين كلِّهم، فلا تضيق بفكر يختلف عن فكرها، ولا تتعقَّد من أيِّ سؤال، بل تتلقَّى كلَّ ذلك بصدر رحب، وتناقش في شتَّى الموضوعات من دون أيِّ حرج...

ومن هنا، فعندما ندرس هذا التراث الكبير الَّذي تركه الإمام الباقر (ع) وولده الإمام الصّادق (ع)، فإنّنا نلتقي بالآفاق الفلسفيّة في حركة العقيدة الإسلاميّة، ونلتقي بالآفاق الفقهيّة من خلال الانفتاح على الشريعة الإسلاميّة، ونلتقي بالقِيَم الإسلامية المتحرّكة في السلوك والعلاقات والمواقف، وفي الأوضاع الداخليّة التي يعيشها الإنسان مع ربِّه ومع الإنسان الآخر.

ويروي الشيخ المفيد في الإرشاد: "وكان أبو جعفر محمد بن عليّ بن الحسين (ع) من بين إخوته، خليفة أبيه عليِّ بن الحسين ووصيَّه والقائم بالإمامة من بعده، وبرز على جماعتهم بالفضل في العلم والزّهد والسّؤدد، وكان أنبههم ذكراً، وأجلّهم في العامّة والخاصَّة، وأعظمهم قدراً، ولم يظهر عن أحد من وُلد الحسن (ع) والحسين (ع) من علم الدين والآثار والسّنّة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر على أبي جعفر (ع)، وروى عنه معالمَ الدِّين بقايا الصَّحابة ووجوهُ التابعين ورؤساءُ فقهاءِ المسلمين، وصار بالفضل به عَلَماً لأهله تُضْرَبُ به الأمثال، وتسير بوصفه الآثار والأشعار"1.

* من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)"، ج2.

[1]الإرشاد، الشّيخ المفيد، ج2، ص 157.

عاش الإمام الباقر (ع) في أواخر الحكم الأمويّ، وكان الأمويّون في صراعهم مع العباسيّين مشغولين عنه من أجل الحفاظ على ملكهم، كما انشغل العباسيّون عن ابنه الإمام الصّادق (ع) من أجل تأسيس ملكهم.

ولذلك، اندفع الإمامان الباقر والصّادق (ع) ليغنيا السَّاحة الإسلاميَّة بما وهبهما الله من علم، وعلمهما هو من علم رسول الله (ص)، فالله أعطى رسوله (ص) علم ما أراد أن يبلّغه مما يحتاجه الناس، والأئمّة (ع) أخذوا من رسول الله (ص) ذلك كلَّه.

وفي تلك الفترة، كان الإمام الباقر (ع)، ومعه ولده الإمام جعفر الصّادق (ع)، يتحرّكان في مدرسة مفتوحة على الواقع الإسلاميّ كلِّه، فبالرّغم من أنّهما كانا يمثّلان في موقعهما المميَّز عنواناً مذهبيّاً، في ما يعتقده الكثيرون من المسلمين بأنَّهما إمامان في موقع الوصاية من رسول الله (ص)، لكنَّهما في مدرستهما الواسعة الَّتي بدأها الإمام الباقر (ع)، كانا منفتحين على الواقع الإسلاميِّ كلِّه، فنرى أنَّ مختلف العلماء ممّن يلتزمون اجتهاداً معيَّناً، سواء أكان ذلك في خطِّ المذهبيّة الكلاميّة مما يختلف فيه الناس في علم الكلام، أو المذهبيّة الفقهيّة مما يتنوّع فيه الناس في مذاهبهم الفقهيَّة، أو في بعض حركيّة المفاهيم في الواقع الاجتماعي الذي كان يعيشه الناس، نرى أنَّ كلَّ هؤلاء العلماء كانوا تلامذة هاتين المدرستين اللّتين ليستا إلّا مدرسة الإسلام.

لقد كانت مدرسة الإمام الباقر (ع) مدرسة منفتحةً على المسلمين كلِّهم، فلا تضيق بفكر يختلف عن فكرها، ولا تتعقَّد من أيِّ سؤال، بل تتلقَّى كلَّ ذلك بصدر رحب، وتناقش في شتَّى الموضوعات من دون أيِّ حرج...

ومن هنا، فعندما ندرس هذا التراث الكبير الَّذي تركه الإمام الباقر (ع) وولده الإمام الصّادق (ع)، فإنّنا نلتقي بالآفاق الفلسفيّة في حركة العقيدة الإسلاميّة، ونلتقي بالآفاق الفقهيّة من خلال الانفتاح على الشريعة الإسلاميّة، ونلتقي بالقِيَم الإسلامية المتحرّكة في السلوك والعلاقات والمواقف، وفي الأوضاع الداخليّة التي يعيشها الإنسان مع ربِّه ومع الإنسان الآخر.

ويروي الشيخ المفيد في الإرشاد: "وكان أبو جعفر محمد بن عليّ بن الحسين (ع) من بين إخوته، خليفة أبيه عليِّ بن الحسين ووصيَّه والقائم بالإمامة من بعده، وبرز على جماعتهم بالفضل في العلم والزّهد والسّؤدد، وكان أنبههم ذكراً، وأجلّهم في العامّة والخاصَّة، وأعظمهم قدراً، ولم يظهر عن أحد من وُلد الحسن (ع) والحسين (ع) من علم الدين والآثار والسّنّة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر على أبي جعفر (ع)، وروى عنه معالمَ الدِّين بقايا الصَّحابة ووجوهُ التابعين ورؤساءُ فقهاءِ المسلمين، وصار بالفضل به عَلَماً لأهله تُضْرَبُ به الأمثال، وتسير بوصفه الآثار والأشعار"1.

* من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)"، ج2.

[1]الإرشاد، الشّيخ المفيد، ج2، ص 157.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير