مخاطر السخرية من الأبناء والتفوّه بالكلام البذيء أ

مخاطر السخرية من الأبناء والتفوّه بالكلام البذيء أ

تربية الأبناء من الأمور الدقيقة والحساسة الّتي تتطلّب حرصاً شديداً من الأهل في اختيار الطريقة المناسبة للتعامل مع أبنائهم، ومن الخطأ الشديد الّذي يقع فيه بعض الأهل، سخريتهم المباشرة والدائمة من بعض السلوكيات التي يقوم بها الطفل، أو من خلال تلفّظه غير الصحيح لبعض الكلمات، ما ينعكس على نفسيّته بشكل سلبي جداً.

ويرى أحد الأطبّاء النفسيين المختصّين بصحة الأطفال في إحدى الجامعات، أنّ الكثير من الأطفال في فترة الطفولة، يكون لديهم خلل في نطق الحروف والكلمات، فيعمد الأهل إلى السخرية منهم في هذا الشأن، ولا يعي الطفل لما يضحكون، ولكن بمرور الوقت، يبدأ الطفل في فهم من حوله حتّى ولو لم يظهر ذلك، ويبدأ بكتمان غضبه من سخريتهم له، ومع مرور الزّمن، تتربّى بداخله كثير من العقد الّتي يعاني منها عند كبره، وهم لا يعلمون أنّهم السّبب في هذه العقد والمشاكل النفسيّة.

ويستعمل البعض مع أبنائهم كلمات غير مرغوب فيها على مسامع الطّفل، مثل كلمة "فاشل" أو "غبي"، وغيرهما من المصطلحات التي تترسّخ في أذهانهم، وتجعل شخصيّاتهم تأخذ منحىً سلبيّاً على المستوى النفسي، حيث يشعرون بعدم الثقة بالنفس، ما ينعكس على علاقتهم بالآخرين عند الكبر.

من جهة أخرى، وفي السياق ذاته، يتحدث أحد الاستشاريين النفسيين عن الأخطاء الشائعة التي يقوم بها الأب أو الأم عبر إلقاء الشتائم أو السباب أمام الطفل، ما يحدث أثراً نفسياً بالغاً عنده، وتظل هذه الشتائم قابعة في ذاكرته التي تلتقط كل شيء.

ينبغي اختيار الأسلوب الأفضل لمخاطبة الطفل وتربيته، لأنّ غير ذلك يؤدي حتماً لأذيته معنوياً ونفسياً، وخصوصاً أن مرحلة الطفولة هي مرحلة تكوين الأحاسيس والمشاعر لدى الإنسان.

وفي سياقٍ متّصل، يرى سماحة المرجع الإسلامي، السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، أنّ احترام الطّفل وتعليمه احترام الآخر، يأتي ضمن سياسة تربويَّة متكاملة، حيث يتقبَّل الأهل ما يطرحه الطّفل من أفكار، حتَّى إذا طرح فكرة سخيفة، لم يبادروا إلى السّخرية من هذه الفكرة، بل يحاولوا إعطاءه الدَّليل أو الحجَّة على خطئها، ويشجّعوه على التّفكير من جديد، وبطريقة أفضل، دون أن يحملوه على اليأس من نفسه، لأنّ السّخرية من قدرات الطّفل قد تحمله على الحكم على نفسه بالغباء والعجز والقصور، وما إلى ذلك من أحكام سلبيّة ومحبطة، كما هي حال كثير من الأطفال الّذين يحبطون من جرّاء الحكم القاسي الّذي يطلقه عليهم الآباء أو المعلّمون عندما يخطئون في التّفكير أو اتّخاذ القرارات...

ولتفادي ذلك، يجب إحاطة خطأ الطّفل في التّفكير ببعض الأجواء الّتي توحي له بأنّ مصدر خطئه لا يكمن في شخصه، بل في سطحيّة معالجته، أو في الأدوات الّتي استعملها في الوصول إلى النّتائج، فنقول له على سبيل المثال، إنّ هذا التّفكير سطحيّ ولا يقول به أحد، وإنّك لم تتّبع المنهج الّذي يوصلك إلى الحقيقة ـ طبعاً بلغته الطفوليّة ـ فكرّر المحاولة من جديد، فلعلّك تنجح في المرّة الثانية... [من كتاب دنيا الطّفل، ص:45].

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

تربية الأبناء من الأمور الدقيقة والحساسة الّتي تتطلّب حرصاً شديداً من الأهل في اختيار الطريقة المناسبة للتعامل مع أبنائهم، ومن الخطأ الشديد الّذي يقع فيه بعض الأهل، سخريتهم المباشرة والدائمة من بعض السلوكيات التي يقوم بها الطفل، أو من خلال تلفّظه غير الصحيح لبعض الكلمات، ما ينعكس على نفسيّته بشكل سلبي جداً.

ويرى أحد الأطبّاء النفسيين المختصّين بصحة الأطفال في إحدى الجامعات، أنّ الكثير من الأطفال في فترة الطفولة، يكون لديهم خلل في نطق الحروف والكلمات، فيعمد الأهل إلى السخرية منهم في هذا الشأن، ولا يعي الطفل لما يضحكون، ولكن بمرور الوقت، يبدأ الطفل في فهم من حوله حتّى ولو لم يظهر ذلك، ويبدأ بكتمان غضبه من سخريتهم له، ومع مرور الزّمن، تتربّى بداخله كثير من العقد الّتي يعاني منها عند كبره، وهم لا يعلمون أنّهم السّبب في هذه العقد والمشاكل النفسيّة.

ويستعمل البعض مع أبنائهم كلمات غير مرغوب فيها على مسامع الطّفل، مثل كلمة "فاشل" أو "غبي"، وغيرهما من المصطلحات التي تترسّخ في أذهانهم، وتجعل شخصيّاتهم تأخذ منحىً سلبيّاً على المستوى النفسي، حيث يشعرون بعدم الثقة بالنفس، ما ينعكس على علاقتهم بالآخرين عند الكبر.

من جهة أخرى، وفي السياق ذاته، يتحدث أحد الاستشاريين النفسيين عن الأخطاء الشائعة التي يقوم بها الأب أو الأم عبر إلقاء الشتائم أو السباب أمام الطفل، ما يحدث أثراً نفسياً بالغاً عنده، وتظل هذه الشتائم قابعة في ذاكرته التي تلتقط كل شيء.

ينبغي اختيار الأسلوب الأفضل لمخاطبة الطفل وتربيته، لأنّ غير ذلك يؤدي حتماً لأذيته معنوياً ونفسياً، وخصوصاً أن مرحلة الطفولة هي مرحلة تكوين الأحاسيس والمشاعر لدى الإنسان.

وفي سياقٍ متّصل، يرى سماحة المرجع الإسلامي، السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، أنّ احترام الطّفل وتعليمه احترام الآخر، يأتي ضمن سياسة تربويَّة متكاملة، حيث يتقبَّل الأهل ما يطرحه الطّفل من أفكار، حتَّى إذا طرح فكرة سخيفة، لم يبادروا إلى السّخرية من هذه الفكرة، بل يحاولوا إعطاءه الدَّليل أو الحجَّة على خطئها، ويشجّعوه على التّفكير من جديد، وبطريقة أفضل، دون أن يحملوه على اليأس من نفسه، لأنّ السّخرية من قدرات الطّفل قد تحمله على الحكم على نفسه بالغباء والعجز والقصور، وما إلى ذلك من أحكام سلبيّة ومحبطة، كما هي حال كثير من الأطفال الّذين يحبطون من جرّاء الحكم القاسي الّذي يطلقه عليهم الآباء أو المعلّمون عندما يخطئون في التّفكير أو اتّخاذ القرارات...

ولتفادي ذلك، يجب إحاطة خطأ الطّفل في التّفكير ببعض الأجواء الّتي توحي له بأنّ مصدر خطئه لا يكمن في شخصه، بل في سطحيّة معالجته، أو في الأدوات الّتي استعملها في الوصول إلى النّتائج، فنقول له على سبيل المثال، إنّ هذا التّفكير سطحيّ ولا يقول به أحد، وإنّك لم تتّبع المنهج الّذي يوصلك إلى الحقيقة ـ طبعاً بلغته الطفوليّة ـ فكرّر المحاولة من جديد، فلعلّك تنجح في المرّة الثانية... [من كتاب دنيا الطّفل، ص:45].

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير