متفرقات
05/06/2014

منهج أهل البيت(ع) في فهم القرآن

منهج أهل البيت(ع) في فهم القرآن

في منهج أهل البيت(ع)، تأكيد بطريقة مركّزة ومتحرّكة لأن يفهم النّاس القرآن، لأنّ في القرآن، كما ورد في حديثهم(ع)، تبياناً لكلّ ما يحتاجه النّاس، فقد ورد في الحديث عن الإمام الصّادق(ع): "ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله عزّ وجلّ، ولكن لا تبلغه عقول الرّجال"[1]. وهذه الكلمة توحي بأنّ على العلماء أن يدقّقوا في فهمهم للقرآن، بحيث يستوحون عمقه وامتداده، ولا يتجمّدون عند حروفه وكلماته، لأنَّ اللغة العربية في قواعدها، قد تقف بالإنسان على المعنى الحرفي للكلمة، ولكنّها لا تنفتح على الإنسان بالآفاق الواسعة لها، بحيث تكون القصّة في موقع معيّن، ولكنّها تجتذب آلاف القصص المماثلة في حركة الإنسان في التّأريخ، وقد تنزل الآية على جماعة، ولكنّها تمتدّ إلى الجماعات كلّهم في واقع الإنسان في العالم.

انفتاح القرآن وعمقه

ولهذا، فإنَّ القرآن الذي جعله الله سبحانه وتعالى كتاب الإنسان في الحياة، بحيث يستلهمه في كلّ ما يواجهه من قضايا ومشاكل وتطوّرات ومتغيّرات، يحتاج إلى فهم أكثر عمقاً وحركيّة وحيويّة في واقع الإنسان، ولكنّ المسلمين جمّدوه، وحصروه في دوائر صغيرة، وأدخلوه في خلافاتهم، بحيث فرض كلّ فريق رأيه على القرآن، وأخضعه لما يرتئيه، بدلاً من أن يُخضع رأيه للقرآن، ولذلك، تجمّد القرآن فينا، وأصبحنا نتحرّك به على أساس أنّه كتاب محدود المعاني، باعتبار أنّه محدود الكلمات، ولكنّه في الواقع محدود الكلمات، ولكنّه منفتح المعاني.

وقد ورد في الحديث عن أبي الحسن موسى(ع)، ردّاً على سؤال أحدهم: "قلت له: أكلّ شيء في كتاب الله وسنّة نبيّه(ص) أم تقولون فيه؟"، وهذا السّؤال كان ناشئاً من الجدل الّذي كان يدور في الدّائرة الإسلاميّة في زمن الأئمّة(ع)، حول ما إذا كان المسلمون يحتاجون إلى القياس الّذي جاء به (أبو حنيفة)، أو أنهم لا يحتاجون إليه، لأنّ أبا حنيفة كان لا يرى أنّ ما صحّ من السنّة إضافةً إلى الكتاب، يفي بالحاجات العامّة للإنسان فيما يراد له أن يعرف حكمه، ولذلك اعتمد القياس، كما يقول بعض أصحابه، من جهة انسداد باب العلم عنده بالأحكام الشرعيّة.

وقد تصدّى أئمّة أهل البيت(ع) لهذا الاتجاه الّذي يعتقدون أنّه يمحق الدّين، لأنه يجعل الدين منطلقاً من خلال عقول الرجال في ظنونهم التي لا تبلغ الحقيقة. وقد ورد في الحديث: "إنّ السنّة إذا قيست محق الدّين"[2]. وهناك روايات كثيرة في هذا الخصوص، فحديث الإمام الكاظم(ع) حول هذه المسألة، يتّصل بالردّ على أولئك الّذين يقولون إنه لا يكفينا ما جاء في كتاب الله وسنّة نبيّه لتغطية الأحكام التي يحتاج الناس إلى معرفتها فيما يبتلون به.

"قال: قلت له: أكلّ شيء في كتاب الله وسنّة نبيّه أو تقولون فيه؟ قال الإمام(ع): بل كلّ شيء في كتاب الله وسنّة نبيّه(ص)"[3]. ونستوحي من هذا ما تحدّث به الحديث الأوّل، أنّ المشكلة ليست في قصور كتاب الله وسنّة نبيّه عن تلبية الحاجات العامّة والخاصّة للإنسان، مما يحتاج إلى أن يتعرّف أحكامه، بل المشكلة هي في جمود الذهنيّة الّتي تفهم كتاب الله.

معارضة الفهم الجديد للقرآن

وفي ضوء هذا، نجد أنَّ هناك فريقاً كبيراً من النّاس وأهل العلم ممن يواجهون أيّ فهم جديد للقرآن ينطلق من خلال قواعد اللّغة العربيّة إضافةً إلى القواعد الأخرى، بالكثير من التّضليل والتكفير وغير ذلك، ولو أنهم رجعوا إلى اجتهادهم وعقولهم، لرأوا أنّ للناس أن يفهموا القرآن بطريقة غير الطريقة الّتي فهمها العلماء السابقون، فإنّ للعلماء السابقين ثقافتهم وفهمهم، وللآخرين فهمهم، فلقد فسّر الشّيخ الطوسي القرآن، وفسّره عليّ بن إبراهيم، وفسّره الطبرسي، وفسّره آخرون، ولكنّهم لا يمثّلون في تفسيرهم الحقيقة المطلقة، وإنما يمثلون وجهة نظر معيّنة، فهم مجتهدون كبقيّة المجتهدين، ولم يقف الاجتهاد عندهم، وعندما ننتقدهم، فإنّنا لا نسيء إليهم، بل إنّك عندما تنقد فكر شخص، فإنّك تحترمه، تماماً كما كانوا ينقدون من كان قبلهم أو في عصرهم.

فمن حقّ العلماء الآخرين أن ينقدوا بعضهم أو من سبقهم، وكما أننا لا نقدّس الشيء القديم فيما أتى به العلماء القدامى، فلا نقدّس الشّيء الجديد فيما يأتي به العلماء المحدثون. وتبقى القضيّة مورداً للنّقاش والاجتهاد. وبذلك، نُخرج الواقع الثقافي الإسلاميّ في فهم الكتاب والسنّة عن الغوغائيّة الّتي قد تكون "غوغائية مثقّفة" ينطلق بها مثقفون، ولكنّهم يتحرّكون بها من خلال غرائزهم وتقديسهم للماضي، ونحن لا نقدّس إلا من جعلهم الله مقدّسين، وهم النبيّ(ص) والأئمّة من أهل البيت(ع).

ضرورة التّدقيق في الرّوايات

ولذا، فإنّ علينا أن ندقّق فيما ورد عن رسول الله(ص) وأئمّة أهل البيت(ع) من أحاديث، لأنه كثرت الكذّابة عليه وعليهم هنا وهناك، ونحن معنيّون بأن نأخذ ما صحّ عن رسول الله(ص) وأئمّة أهل البيت(ع)، ولسنا معنيّين بأن نأخذ كلّ ما روي عنهم، سواء كان ذلك متصلاً بتفسير القرآن أو بتفسير السنّة، لأنّ الله تعالى قال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}[4]. والسّؤال: هل هذا مما أتانا الرّسول أو ليس منه؟ وليست المسألة هل نطيع الرّسول أو لا نطيعه؟ أو هل نقبل قوله في تفسير هذه الآية أو لا نقبل؟ فتفسيره للقرآن تفسير المعصوم الّذي لا يخطئ، لأنّ الله أراد لنا أن نأخذ القرآن من الرّسول(ص) لفظاً ومعنى، ولكنّ السّؤال هو: هل قال الرسول(ص) هذا أو لم يقله؟

وقد ركّز الأئمّة(ع) كما ركّز الرّسول(ص) في بعض أحاديثه، على مواجهة ركام الأحاديث التي ربما تتدخّل في تبيان بعض المفاهيم التي تختلف مع مفاهيم القرآن أو مع مفاهيم السنّة القطعية، فربما يأخذ بعض الناس حريته، ويحاول أن يؤوّل القرآن لمصلحة هذه الأحاديث كلّها، على القرآن وعلى سنّة النبي(ص) التي ثبت صدورها عنه.

ففي الحديث عن أبي عبد الله الصّادق(ع) قال: "قال رسول الله(ص): إنّ على كلّ حقّ حقيقة"، أي أصل ثابت مستند يشهد لها، "وعلى كلّ صواب نوراً"، والصّواب هنا في مقابل الخطأ، أي أنّ في القرآن نوراً يدلّ على الصوابيّة، "فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه"[5]، فمعرفة الحقيقة والصّواب تنبع من القرآن، فلو عرض علينا مفهوم، أيّاً كان قائله، أو من خلال آية ورواية، فلا بدّ من أن نعرف هل يلتقي بالمفاهيم القرآنيّة أو يتعارض معها؟ فإذا التقى بها أخذناه، لأنّ لقاءه بالقرآن دليل على أنّه حقّ، لأنّ القرآن هو الحقّ الّذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}[6]. أمّا إذا خالف كتاب الله في مفاهيمه، بحيث كان الكتاب يتحدّث في هذه المسألة عن المفهوم الفكريّ، وكان هذا يتحدّث عما يخالفه، فإنّ علينا أن نطرح المخالف.

المقياس في معرفة الاختلاف

وفي الحديث عن أبي عبد الله(ع)، قال بعض أصحابه: "سألت أبا عبد الله(ع) عن اختلاف الحديث، يرويه من نثق به، ومنهم من لا نثق به". فلدينا ركام من الأحاديث، والظاهر من ذلك أنّ الاختلافات كانت موجودة حتى في عهد الإمام الصّادق(ع)، فهذا يروي عنه شيئاً، والآخر يروي شيئاً آخر، فكيف نفعل إزاء هذا الرّكام من الأحاديث؟ قال: "إذا ورد عليكم حديث، فوجدتم له شاهداً من كتاب الله أو من قول رسول الله(ص) ـ فخذوا به ـ وإلا فالّذي جاءكم به أولى به"، أي أرجعوه إلى صاحبه ليعمل به وحده.

فهذا هو المقياس لمعرفة الاختلاف في الأحاديث. وفي الحديث عن بعض أصحاب الإمام الصّادق(ع)، يقول: "سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: كلّ شيء مردود إلى كتاب الله والسنّة"، فليحمل النّاس من المفاهيم والأفكار والأحكام ما شاؤوا، ولكن إذا أرادوا أن يعرفوا الحقيقة في ذلك، فعليهم أن يردّوه إلى الكتاب والسنّة، فما وافقهما يؤخذ به، "وكلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف"[7]، أي أنّ ظاهره أنيق، ولكنّ باطنه خاوٍ.

وعن الإمام الصّادق(ع) قال: "ما لم يوافق من الحديث القرآن، فهو زخرف"[8]. وعن أبي عبد الله(ع)، قال: "خطب النبيّ(ص) بمنى قال: أيّها النّاس، ما جاءكم عني يوافق كتاب الله، فأنا قلته، وما جاءكم يخالف كتاب الله، فلم أقله"[9]، فلقد أراد أن يربط النّاس بالقرآن على أساس أنه الأصل، وأراد أيضاً أن يكذّب الكذابة التي كثرت عليه، بإرجاع الناس إلى القرآن، فلا يتركهم يستغلون قداسته عند الناس، ليقدموا إليهم أحاديث خلاف القرآن.

مخالفة الكتاب كفر

وروي عن بعض أصحاب الإمام الصادق(ع)، قال: "سمعت أبا عبد الله يقول: من خالف كتاب الله وسنة محمد(ص)، فقد كفر"[10]، والمراد هنا المخالفة الاعتقادية، أو إنكار ما ثبت بشكل أساسي عن النبي(ص) ومن الحقيقة الإسلامية. قال عليّ بن الحسين(ع) فيما روي عنه: "إنّ أفضل الأعمال عند الله ما عمل من السنّة وإن قلّ"[11]، أي أن على الناس أن يلتزموا بالسنة النبوية الشريفة، حتى لو كان قليلاً، فإن وافق السنة، وكان يمثل الحقيقة فيها، فإنه من أفضل الأعمال عند الله.

وعن الإمام الباقر(ع)، أنّه "سئل عن مسألة فأجاب فيها، فقال الرجل: إنّ الفقهاء لا يقولون هذا"[12]، كما نلاحظ اليوم لو أنّ عالماً أفتى بفتوى جديدة، فإنّ الناس يقولون إنّ العلماء لا يقولون بهذا، وكأنّ قول العلماء هو حجّة على المفتي، مع أنّ القضيّة تخضع للأدلّة الاجتهادية، فهم علماء وهو عالم.

"فقال: يا ويحك، هل رأيت فقيهاً قطّ؟! إن الفقيه حق الفقيه، الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة"، الذي لا يدفعه طمعه في الدّنيا إلى أن يبيع آخرته بالفتيا واتباع السلطان، "المتمسّك بسنة النبي(ص)"[13]، وهل المتمسكون هم العاملون بالأهواء وبالظنّون وغير ذلك؟

وعن الإمام الصّادق(ع)، عن آبائه، عن أمير المؤمنين(ع): "قال رسول الله: لا قول إلا بعمل"، فلا قيمة للقول إذا لم يوافق العمل، "ولا قول ولا عمل إلا بنيّة"، لأنّ الأعمال بالنيات، فالنيّة هي روح العمل، وهي التي تعطيه معناه وحيويته، "ولا قول ولا عمل ولا نيّة إلا بإصابة السنّة"[14]، أي أن تكون الأقوال والأعمال والنوايا مصيبة لسنّة رسول الله التي تتحرك في خطّ كتاب الله: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[15]، {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}[16]، فكلّ ما تعدّى السنّة ردّ إليها.

ما هي مشكلة القرآن؟!

فنحن ننطلق في هذا الخطّ، وهو إرجاع كلّ ما ورد من أحاديث إلى كتاب الله وسنّة نبيّه، فمن بين الشّواهد على ذلك، ما ورد في بعض فتاوى العلماء، من خلال بعض الأحاديث، من كراهية تزويج الأكراد والسود وأهل السند، والكراهية ناتجة من أنّ هناك سلبيّات في أصل خلقهم وإنسانيّتهم، فعندما تمرّ بنا مثل هذه الأحاديث، ونعرضها على القرآن، نلاحظ أنّه يقول: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}[17]. فالله تعالى كرَّم الإنسان بإنسانيّته، ولا ينقص من موقع إنسانيّة الإنسان أن يكون كردياً، فهذا أمر لا علاقة له بمسؤوليّته، وهذا التنوّع في الهيئة واللون واللسان، يمثّل غنى الحياة الإنسانية، فليس لأحد ميزة على غيره، وقد خلقنا الله جميعاً من طينة واحدة، والتّكريم هو للإنسان، بغضّ النظر عن جنسه أو قوميته، سواء كان كردياً أو زنجياً أو سندياً، ما يجعلنا نتساءل عن مدى انسجام هذه الأحاديث مع الرؤية القرآنيّة.

وهناك مثلاً الرّوايات التي تفسّر ثلثي القرآن بأهل البيت(ع)، في حين يقول صاحب الميزان إنّ بعض الآيات وردت فيهم تحديداً، وإن كانت هناك آيات نزلت فيهم بشكل خاصّ، فالآيات الأخرى تعني أنّ أهل البيت(ع) يمثلون النموذج الأكمل للمفهوم القرآني، أي الاستدلال على عظمة أهل البيت(ع) من خلال انطباق المفاهيم القرآنية الإيجابية عليهم. ولذلك، يقول بعض العلماء إنّ القرآن لا يختصّ بهم فقط، وإنما يمثّل النماذج التي يصدق عليها المفهوم أو العنوان القرآني، وغاية ما هناك، أنّ أهل البيت(ع) يمثّلون النّموذج الأكمل في ذلك.

لهذا، فإنّ علينا أن نفهم القرآن من خلال القواعد الّتي يركّز عليها الفهم القرآني، من خلال الاستعارة والكناية والمجاز والمعاني الحقيقيّة، بحيث يمكننا أن نقدّم القرآن إلى الإنسان في كلّ عصر، ليجد فيه حلّ مشاكله ومعالجة قضاياه، وتوجيهه إلى أن ينفتح على المستقبل، ويواكب حركة التطوّر العلمي الإنساني، بما لا يتنافى مع المفاهيم الإسلاميّة. وبذلك، نستطيع أن نكبر بالقرآن، وأن نتطوّر بالقرآن، وأن ننفتح على قضايا الإنسان في العام من خلال المفاهيم القرآنيّة. ولكنّ مشكلة القرآن، كما وصفها الإمام(ع)، أنّ عقول الرّجال لا تبلغه، لأنّ الذين يفهمونه لا يتعمّقون فيه بالدّرجة التي يمكن أن يبلغوا فيها معناه وأسراره وحيويّته في قضايا النّاس.

*ندوة الشّام الأسبوعيّة، فكر وثقافة


[1]  الكافي، الشيخ الكليني، ج 1، ص 60.

[2]  المصدر نفسه، ج 1، ص 58.

[3]  المصدر نفسه، ج 1، ص 62.

[4]  [الحشر: 7].

[5]  الكافي، ج 1، ص 69.

[6]  [فصّلت: 42].

[7]  بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 2، ص 242.

[8]  الكافي، ج 1، ص 70.

[9]  بحار الأنوار، ج 2، ص 244.

[10]  الكافي، ج 1، ص 70.

[11]  المصدر نفسه، ج 1، ص 70.

[12]  بحار الأنوار، ج 2، ص 52.

[13]  الكافي، ج 1، ص 70.

[14]  المصدر نفسه، ج 1، ص 71.

[15]  [النجم: 3، 4].

[16]  [الحاقة:  44 ـ 47].

[17]  [الإسراء: 70].


في منهج أهل البيت(ع)، تأكيد بطريقة مركّزة ومتحرّكة لأن يفهم النّاس القرآن، لأنّ في القرآن، كما ورد في حديثهم(ع)، تبياناً لكلّ ما يحتاجه النّاس، فقد ورد في الحديث عن الإمام الصّادق(ع): "ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله عزّ وجلّ، ولكن لا تبلغه عقول الرّجال"[1]. وهذه الكلمة توحي بأنّ على العلماء أن يدقّقوا في فهمهم للقرآن، بحيث يستوحون عمقه وامتداده، ولا يتجمّدون عند حروفه وكلماته، لأنَّ اللغة العربية في قواعدها، قد تقف بالإنسان على المعنى الحرفي للكلمة، ولكنّها لا تنفتح على الإنسان بالآفاق الواسعة لها، بحيث تكون القصّة في موقع معيّن، ولكنّها تجتذب آلاف القصص المماثلة في حركة الإنسان في التّأريخ، وقد تنزل الآية على جماعة، ولكنّها تمتدّ إلى الجماعات كلّهم في واقع الإنسان في العالم.

انفتاح القرآن وعمقه

ولهذا، فإنَّ القرآن الذي جعله الله سبحانه وتعالى كتاب الإنسان في الحياة، بحيث يستلهمه في كلّ ما يواجهه من قضايا ومشاكل وتطوّرات ومتغيّرات، يحتاج إلى فهم أكثر عمقاً وحركيّة وحيويّة في واقع الإنسان، ولكنّ المسلمين جمّدوه، وحصروه في دوائر صغيرة، وأدخلوه في خلافاتهم، بحيث فرض كلّ فريق رأيه على القرآن، وأخضعه لما يرتئيه، بدلاً من أن يُخضع رأيه للقرآن، ولذلك، تجمّد القرآن فينا، وأصبحنا نتحرّك به على أساس أنّه كتاب محدود المعاني، باعتبار أنّه محدود الكلمات، ولكنّه في الواقع محدود الكلمات، ولكنّه منفتح المعاني.

وقد ورد في الحديث عن أبي الحسن موسى(ع)، ردّاً على سؤال أحدهم: "قلت له: أكلّ شيء في كتاب الله وسنّة نبيّه(ص) أم تقولون فيه؟"، وهذا السّؤال كان ناشئاً من الجدل الّذي كان يدور في الدّائرة الإسلاميّة في زمن الأئمّة(ع)، حول ما إذا كان المسلمون يحتاجون إلى القياس الّذي جاء به (أبو حنيفة)، أو أنهم لا يحتاجون إليه، لأنّ أبا حنيفة كان لا يرى أنّ ما صحّ من السنّة إضافةً إلى الكتاب، يفي بالحاجات العامّة للإنسان فيما يراد له أن يعرف حكمه، ولذلك اعتمد القياس، كما يقول بعض أصحابه، من جهة انسداد باب العلم عنده بالأحكام الشرعيّة.

وقد تصدّى أئمّة أهل البيت(ع) لهذا الاتجاه الّذي يعتقدون أنّه يمحق الدّين، لأنه يجعل الدين منطلقاً من خلال عقول الرجال في ظنونهم التي لا تبلغ الحقيقة. وقد ورد في الحديث: "إنّ السنّة إذا قيست محق الدّين"[2]. وهناك روايات كثيرة في هذا الخصوص، فحديث الإمام الكاظم(ع) حول هذه المسألة، يتّصل بالردّ على أولئك الّذين يقولون إنه لا يكفينا ما جاء في كتاب الله وسنّة نبيّه لتغطية الأحكام التي يحتاج الناس إلى معرفتها فيما يبتلون به.

"قال: قلت له: أكلّ شيء في كتاب الله وسنّة نبيّه أو تقولون فيه؟ قال الإمام(ع): بل كلّ شيء في كتاب الله وسنّة نبيّه(ص)"[3]. ونستوحي من هذا ما تحدّث به الحديث الأوّل، أنّ المشكلة ليست في قصور كتاب الله وسنّة نبيّه عن تلبية الحاجات العامّة والخاصّة للإنسان، مما يحتاج إلى أن يتعرّف أحكامه، بل المشكلة هي في جمود الذهنيّة الّتي تفهم كتاب الله.

معارضة الفهم الجديد للقرآن

وفي ضوء هذا، نجد أنَّ هناك فريقاً كبيراً من النّاس وأهل العلم ممن يواجهون أيّ فهم جديد للقرآن ينطلق من خلال قواعد اللّغة العربيّة إضافةً إلى القواعد الأخرى، بالكثير من التّضليل والتكفير وغير ذلك، ولو أنهم رجعوا إلى اجتهادهم وعقولهم، لرأوا أنّ للناس أن يفهموا القرآن بطريقة غير الطريقة الّتي فهمها العلماء السابقون، فإنّ للعلماء السابقين ثقافتهم وفهمهم، وللآخرين فهمهم، فلقد فسّر الشّيخ الطوسي القرآن، وفسّره عليّ بن إبراهيم، وفسّره الطبرسي، وفسّره آخرون، ولكنّهم لا يمثّلون في تفسيرهم الحقيقة المطلقة، وإنما يمثلون وجهة نظر معيّنة، فهم مجتهدون كبقيّة المجتهدين، ولم يقف الاجتهاد عندهم، وعندما ننتقدهم، فإنّنا لا نسيء إليهم، بل إنّك عندما تنقد فكر شخص، فإنّك تحترمه، تماماً كما كانوا ينقدون من كان قبلهم أو في عصرهم.

فمن حقّ العلماء الآخرين أن ينقدوا بعضهم أو من سبقهم، وكما أننا لا نقدّس الشيء القديم فيما أتى به العلماء القدامى، فلا نقدّس الشّيء الجديد فيما يأتي به العلماء المحدثون. وتبقى القضيّة مورداً للنّقاش والاجتهاد. وبذلك، نُخرج الواقع الثقافي الإسلاميّ في فهم الكتاب والسنّة عن الغوغائيّة الّتي قد تكون "غوغائية مثقّفة" ينطلق بها مثقفون، ولكنّهم يتحرّكون بها من خلال غرائزهم وتقديسهم للماضي، ونحن لا نقدّس إلا من جعلهم الله مقدّسين، وهم النبيّ(ص) والأئمّة من أهل البيت(ع).

ضرورة التّدقيق في الرّوايات

ولذا، فإنّ علينا أن ندقّق فيما ورد عن رسول الله(ص) وأئمّة أهل البيت(ع) من أحاديث، لأنه كثرت الكذّابة عليه وعليهم هنا وهناك، ونحن معنيّون بأن نأخذ ما صحّ عن رسول الله(ص) وأئمّة أهل البيت(ع)، ولسنا معنيّين بأن نأخذ كلّ ما روي عنهم، سواء كان ذلك متصلاً بتفسير القرآن أو بتفسير السنّة، لأنّ الله تعالى قال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}[4]. والسّؤال: هل هذا مما أتانا الرّسول أو ليس منه؟ وليست المسألة هل نطيع الرّسول أو لا نطيعه؟ أو هل نقبل قوله في تفسير هذه الآية أو لا نقبل؟ فتفسيره للقرآن تفسير المعصوم الّذي لا يخطئ، لأنّ الله أراد لنا أن نأخذ القرآن من الرّسول(ص) لفظاً ومعنى، ولكنّ السّؤال هو: هل قال الرسول(ص) هذا أو لم يقله؟

وقد ركّز الأئمّة(ع) كما ركّز الرّسول(ص) في بعض أحاديثه، على مواجهة ركام الأحاديث التي ربما تتدخّل في تبيان بعض المفاهيم التي تختلف مع مفاهيم القرآن أو مع مفاهيم السنّة القطعية، فربما يأخذ بعض الناس حريته، ويحاول أن يؤوّل القرآن لمصلحة هذه الأحاديث كلّها، على القرآن وعلى سنّة النبي(ص) التي ثبت صدورها عنه.

ففي الحديث عن أبي عبد الله الصّادق(ع) قال: "قال رسول الله(ص): إنّ على كلّ حقّ حقيقة"، أي أصل ثابت مستند يشهد لها، "وعلى كلّ صواب نوراً"، والصّواب هنا في مقابل الخطأ، أي أنّ في القرآن نوراً يدلّ على الصوابيّة، "فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه"[5]، فمعرفة الحقيقة والصّواب تنبع من القرآن، فلو عرض علينا مفهوم، أيّاً كان قائله، أو من خلال آية ورواية، فلا بدّ من أن نعرف هل يلتقي بالمفاهيم القرآنيّة أو يتعارض معها؟ فإذا التقى بها أخذناه، لأنّ لقاءه بالقرآن دليل على أنّه حقّ، لأنّ القرآن هو الحقّ الّذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}[6]. أمّا إذا خالف كتاب الله في مفاهيمه، بحيث كان الكتاب يتحدّث في هذه المسألة عن المفهوم الفكريّ، وكان هذا يتحدّث عما يخالفه، فإنّ علينا أن نطرح المخالف.

المقياس في معرفة الاختلاف

وفي الحديث عن أبي عبد الله(ع)، قال بعض أصحابه: "سألت أبا عبد الله(ع) عن اختلاف الحديث، يرويه من نثق به، ومنهم من لا نثق به". فلدينا ركام من الأحاديث، والظاهر من ذلك أنّ الاختلافات كانت موجودة حتى في عهد الإمام الصّادق(ع)، فهذا يروي عنه شيئاً، والآخر يروي شيئاً آخر، فكيف نفعل إزاء هذا الرّكام من الأحاديث؟ قال: "إذا ورد عليكم حديث، فوجدتم له شاهداً من كتاب الله أو من قول رسول الله(ص) ـ فخذوا به ـ وإلا فالّذي جاءكم به أولى به"، أي أرجعوه إلى صاحبه ليعمل به وحده.

فهذا هو المقياس لمعرفة الاختلاف في الأحاديث. وفي الحديث عن بعض أصحاب الإمام الصّادق(ع)، يقول: "سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: كلّ شيء مردود إلى كتاب الله والسنّة"، فليحمل النّاس من المفاهيم والأفكار والأحكام ما شاؤوا، ولكن إذا أرادوا أن يعرفوا الحقيقة في ذلك، فعليهم أن يردّوه إلى الكتاب والسنّة، فما وافقهما يؤخذ به، "وكلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف"[7]، أي أنّ ظاهره أنيق، ولكنّ باطنه خاوٍ.

وعن الإمام الصّادق(ع) قال: "ما لم يوافق من الحديث القرآن، فهو زخرف"[8]. وعن أبي عبد الله(ع)، قال: "خطب النبيّ(ص) بمنى قال: أيّها النّاس، ما جاءكم عني يوافق كتاب الله، فأنا قلته، وما جاءكم يخالف كتاب الله، فلم أقله"[9]، فلقد أراد أن يربط النّاس بالقرآن على أساس أنه الأصل، وأراد أيضاً أن يكذّب الكذابة التي كثرت عليه، بإرجاع الناس إلى القرآن، فلا يتركهم يستغلون قداسته عند الناس، ليقدموا إليهم أحاديث خلاف القرآن.

مخالفة الكتاب كفر

وروي عن بعض أصحاب الإمام الصادق(ع)، قال: "سمعت أبا عبد الله يقول: من خالف كتاب الله وسنة محمد(ص)، فقد كفر"[10]، والمراد هنا المخالفة الاعتقادية، أو إنكار ما ثبت بشكل أساسي عن النبي(ص) ومن الحقيقة الإسلامية. قال عليّ بن الحسين(ع) فيما روي عنه: "إنّ أفضل الأعمال عند الله ما عمل من السنّة وإن قلّ"[11]، أي أن على الناس أن يلتزموا بالسنة النبوية الشريفة، حتى لو كان قليلاً، فإن وافق السنة، وكان يمثل الحقيقة فيها، فإنه من أفضل الأعمال عند الله.

وعن الإمام الباقر(ع)، أنّه "سئل عن مسألة فأجاب فيها، فقال الرجل: إنّ الفقهاء لا يقولون هذا"[12]، كما نلاحظ اليوم لو أنّ عالماً أفتى بفتوى جديدة، فإنّ الناس يقولون إنّ العلماء لا يقولون بهذا، وكأنّ قول العلماء هو حجّة على المفتي، مع أنّ القضيّة تخضع للأدلّة الاجتهادية، فهم علماء وهو عالم.

"فقال: يا ويحك، هل رأيت فقيهاً قطّ؟! إن الفقيه حق الفقيه، الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة"، الذي لا يدفعه طمعه في الدّنيا إلى أن يبيع آخرته بالفتيا واتباع السلطان، "المتمسّك بسنة النبي(ص)"[13]، وهل المتمسكون هم العاملون بالأهواء وبالظنّون وغير ذلك؟

وعن الإمام الصّادق(ع)، عن آبائه، عن أمير المؤمنين(ع): "قال رسول الله: لا قول إلا بعمل"، فلا قيمة للقول إذا لم يوافق العمل، "ولا قول ولا عمل إلا بنيّة"، لأنّ الأعمال بالنيات، فالنيّة هي روح العمل، وهي التي تعطيه معناه وحيويته، "ولا قول ولا عمل ولا نيّة إلا بإصابة السنّة"[14]، أي أن تكون الأقوال والأعمال والنوايا مصيبة لسنّة رسول الله التي تتحرك في خطّ كتاب الله: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[15]، {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}[16]، فكلّ ما تعدّى السنّة ردّ إليها.

ما هي مشكلة القرآن؟!

فنحن ننطلق في هذا الخطّ، وهو إرجاع كلّ ما ورد من أحاديث إلى كتاب الله وسنّة نبيّه، فمن بين الشّواهد على ذلك، ما ورد في بعض فتاوى العلماء، من خلال بعض الأحاديث، من كراهية تزويج الأكراد والسود وأهل السند، والكراهية ناتجة من أنّ هناك سلبيّات في أصل خلقهم وإنسانيّتهم، فعندما تمرّ بنا مثل هذه الأحاديث، ونعرضها على القرآن، نلاحظ أنّه يقول: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}[17]. فالله تعالى كرَّم الإنسان بإنسانيّته، ولا ينقص من موقع إنسانيّة الإنسان أن يكون كردياً، فهذا أمر لا علاقة له بمسؤوليّته، وهذا التنوّع في الهيئة واللون واللسان، يمثّل غنى الحياة الإنسانية، فليس لأحد ميزة على غيره، وقد خلقنا الله جميعاً من طينة واحدة، والتّكريم هو للإنسان، بغضّ النظر عن جنسه أو قوميته، سواء كان كردياً أو زنجياً أو سندياً، ما يجعلنا نتساءل عن مدى انسجام هذه الأحاديث مع الرؤية القرآنيّة.

وهناك مثلاً الرّوايات التي تفسّر ثلثي القرآن بأهل البيت(ع)، في حين يقول صاحب الميزان إنّ بعض الآيات وردت فيهم تحديداً، وإن كانت هناك آيات نزلت فيهم بشكل خاصّ، فالآيات الأخرى تعني أنّ أهل البيت(ع) يمثلون النموذج الأكمل للمفهوم القرآني، أي الاستدلال على عظمة أهل البيت(ع) من خلال انطباق المفاهيم القرآنية الإيجابية عليهم. ولذلك، يقول بعض العلماء إنّ القرآن لا يختصّ بهم فقط، وإنما يمثّل النماذج التي يصدق عليها المفهوم أو العنوان القرآني، وغاية ما هناك، أنّ أهل البيت(ع) يمثّلون النّموذج الأكمل في ذلك.

لهذا، فإنّ علينا أن نفهم القرآن من خلال القواعد الّتي يركّز عليها الفهم القرآني، من خلال الاستعارة والكناية والمجاز والمعاني الحقيقيّة، بحيث يمكننا أن نقدّم القرآن إلى الإنسان في كلّ عصر، ليجد فيه حلّ مشاكله ومعالجة قضاياه، وتوجيهه إلى أن ينفتح على المستقبل، ويواكب حركة التطوّر العلمي الإنساني، بما لا يتنافى مع المفاهيم الإسلاميّة. وبذلك، نستطيع أن نكبر بالقرآن، وأن نتطوّر بالقرآن، وأن ننفتح على قضايا الإنسان في العام من خلال المفاهيم القرآنيّة. ولكنّ مشكلة القرآن، كما وصفها الإمام(ع)، أنّ عقول الرّجال لا تبلغه، لأنّ الذين يفهمونه لا يتعمّقون فيه بالدّرجة التي يمكن أن يبلغوا فيها معناه وأسراره وحيويّته في قضايا النّاس.

*ندوة الشّام الأسبوعيّة، فكر وثقافة


[1]  الكافي، الشيخ الكليني، ج 1، ص 60.

[2]  المصدر نفسه، ج 1، ص 58.

[3]  المصدر نفسه، ج 1، ص 62.

[4]  [الحشر: 7].

[5]  الكافي، ج 1، ص 69.

[6]  [فصّلت: 42].

[7]  بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 2، ص 242.

[8]  الكافي، ج 1، ص 70.

[9]  بحار الأنوار، ج 2، ص 244.

[10]  الكافي، ج 1، ص 70.

[11]  المصدر نفسه، ج 1، ص 70.

[12]  بحار الأنوار، ج 2، ص 52.

[13]  الكافي، ج 1، ص 70.

[14]  المصدر نفسه، ج 1، ص 71.

[15]  [النجم: 3، 4].

[16]  [الحاقة:  44 ـ 47].

[17]  [الإسراء: 70].

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير