بيان "حذر فيه من التدخل الأمريكي في لبنان"

بيان "حذر فيه من التدخل الأمريكي في لبنان"

كشف أن مسؤولاً عربياً قال: "إسرائيل حليفتنا وإيران عدوتنا"
فضل الله: أمريكا هي العلة للبنان وحذار من أن تلدغنا في الاستحقاقات القادمة

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً حذر منه من التدخل الأمريكي في لبنان. جاء فيه:

لقد قررت بعض الدول العربية أن تأخذ دوراً جديداً على هامش الدور الأميركي وأن تصغي لنائب الرئيس الأمريكي الذي حثّ في زيارته الأخيرة هذه الدول على الانخراط في الخطة الأمريكية الرامية إلى التهويل على إيران من جهة وإلى حشر الفلسطينيين في الزاوية من جهة أخرى، ليتسنّى للإدارة الأمريكية أن تواصل ضغوطها على العالم العربي والإسلامي، كما لو أنها في موقع المنتصر مع أنها دخلت في معمعة الفشل من أفغانستان إلى العراق وصولاً إلى فلسطين ولبنان.

إننا نفهم من تصاعد محاولات الضغط التي يأخذ بعضها طابعاً دامياً ضد حركات الممانعة والمقاومة في فلسطين تارة من خلال جهات مرتبطة بالإدارة الأميركية وبأجهزة عربية تعمل لخدمة هذه الإدارة، وطوراً من خلال العدو الإسرائيلي نفسه. أن ثمة خطة بديلة قد بدأ التحضير لها على المستوى الفلسطيني بعدما فشلت الخطة السابقة التي أريد من خلالها لحماس وفصائل الانتفاضة أن تفتح كوةً في جدار التسوية لحساب إسرائيل ولحساب المبادرة العربية التي جرى توجيهها من خلال الأميركيين، كما أن توقيت حركتها جاء متناسقاً مع الحاجة الأمريكية بإحداث خرق على المستوى العربي ـ الإسرائيلي من شأنه أن يطوّق الفلسطينيين ويسد الطريق على عملية صنع القوة في المحور المضاد لأميركا والذي يمثل قوى الممانعة وعلى رأسها إيران وسوريا وحركات المقاومة.

إن هذا الانسحاق العربي الرسمي أمام الإدارة الأميركية هو الذي جعل أحد المسؤولين العرب يتفوّه بكلمات تبرز حجم الذل الذي يعيشه هؤلاء ومدى ارتباطهم بالمشروع الأميركي، حيث قال هذا المسؤول في جلسة سياسية داخلية بأن "إسرائيل هي حليفتنا وإيران هي عدوتنا"، ودافع حتى عن امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية لأنّه يعتبرها سلاحاً يعينه ويعين غيره على إيران في قراءة كارثية تعيد إلى الأذهان الخطأ التاريخي الذي تمثل في خضوع بعض العرب في مطلع القرن الماضي للعبة الفاتح الأجنبي وانخراطهم في مشروع المستعمر ـ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ـ واستعدائهم للمشروع العربي والإسلامي وانصياعهم استراتيجياً لمصلحة أمريكا وإسرائيل وغيرهما من دول الهيمنة والاستكبار.

إننا أمام هذا التحوّل الكارثي الذي لا يأخذ بعين الاعتبار حتى الفشل الذي أحاط بالمشروع الأميركي ندعو قوى الممانعة العربية والإسلامية إلى مزيد من الثبات والوعي لأن الإدارة الأميركية قررت استخدام أوراق عربية هذه المرة للإيقاع بالعرب والمسلمين بعدما كانت تعتمد على سكوتهم وخضوعهم وخنوعهم. وعلينا في لبنان أن نرصد حجم التدخل الأميركي وأن نتنّبه له لأن الإدارة الأميركية التي كانت هي العلة التي أصابت وتصيب الجسم اللبناني وخصوصاً في المراحل الأخيرة تحاول تقديم نفسها كبلسم للجراحات الداخلية، والحال أنّنا نعلم جميعاً بأن الحيّة لا تحمل في أحشائها الترياق بل السم الزعاف، وحذارِ أن نلدغ من الجحر الأميركي مرة أخرى في مسائلنا الحالية أو في استحقاقاتنا المستقبلية.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 10 جمادى الأولى  1428هـ  الموافق: 27 / 5 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

كشف أن مسؤولاً عربياً قال: "إسرائيل حليفتنا وإيران عدوتنا"
فضل الله: أمريكا هي العلة للبنان وحذار من أن تلدغنا في الاستحقاقات القادمة

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً حذر منه من التدخل الأمريكي في لبنان. جاء فيه:

لقد قررت بعض الدول العربية أن تأخذ دوراً جديداً على هامش الدور الأميركي وأن تصغي لنائب الرئيس الأمريكي الذي حثّ في زيارته الأخيرة هذه الدول على الانخراط في الخطة الأمريكية الرامية إلى التهويل على إيران من جهة وإلى حشر الفلسطينيين في الزاوية من جهة أخرى، ليتسنّى للإدارة الأمريكية أن تواصل ضغوطها على العالم العربي والإسلامي، كما لو أنها في موقع المنتصر مع أنها دخلت في معمعة الفشل من أفغانستان إلى العراق وصولاً إلى فلسطين ولبنان.

إننا نفهم من تصاعد محاولات الضغط التي يأخذ بعضها طابعاً دامياً ضد حركات الممانعة والمقاومة في فلسطين تارة من خلال جهات مرتبطة بالإدارة الأميركية وبأجهزة عربية تعمل لخدمة هذه الإدارة، وطوراً من خلال العدو الإسرائيلي نفسه. أن ثمة خطة بديلة قد بدأ التحضير لها على المستوى الفلسطيني بعدما فشلت الخطة السابقة التي أريد من خلالها لحماس وفصائل الانتفاضة أن تفتح كوةً في جدار التسوية لحساب إسرائيل ولحساب المبادرة العربية التي جرى توجيهها من خلال الأميركيين، كما أن توقيت حركتها جاء متناسقاً مع الحاجة الأمريكية بإحداث خرق على المستوى العربي ـ الإسرائيلي من شأنه أن يطوّق الفلسطينيين ويسد الطريق على عملية صنع القوة في المحور المضاد لأميركا والذي يمثل قوى الممانعة وعلى رأسها إيران وسوريا وحركات المقاومة.

إن هذا الانسحاق العربي الرسمي أمام الإدارة الأميركية هو الذي جعل أحد المسؤولين العرب يتفوّه بكلمات تبرز حجم الذل الذي يعيشه هؤلاء ومدى ارتباطهم بالمشروع الأميركي، حيث قال هذا المسؤول في جلسة سياسية داخلية بأن "إسرائيل هي حليفتنا وإيران هي عدوتنا"، ودافع حتى عن امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية لأنّه يعتبرها سلاحاً يعينه ويعين غيره على إيران في قراءة كارثية تعيد إلى الأذهان الخطأ التاريخي الذي تمثل في خضوع بعض العرب في مطلع القرن الماضي للعبة الفاتح الأجنبي وانخراطهم في مشروع المستعمر ـ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ـ واستعدائهم للمشروع العربي والإسلامي وانصياعهم استراتيجياً لمصلحة أمريكا وإسرائيل وغيرهما من دول الهيمنة والاستكبار.

إننا أمام هذا التحوّل الكارثي الذي لا يأخذ بعين الاعتبار حتى الفشل الذي أحاط بالمشروع الأميركي ندعو قوى الممانعة العربية والإسلامية إلى مزيد من الثبات والوعي لأن الإدارة الأميركية قررت استخدام أوراق عربية هذه المرة للإيقاع بالعرب والمسلمين بعدما كانت تعتمد على سكوتهم وخضوعهم وخنوعهم. وعلينا في لبنان أن نرصد حجم التدخل الأميركي وأن نتنّبه له لأن الإدارة الأميركية التي كانت هي العلة التي أصابت وتصيب الجسم اللبناني وخصوصاً في المراحل الأخيرة تحاول تقديم نفسها كبلسم للجراحات الداخلية، والحال أنّنا نعلم جميعاً بأن الحيّة لا تحمل في أحشائها الترياق بل السم الزعاف، وحذارِ أن نلدغ من الجحر الأميركي مرة أخرى في مسائلنا الحالية أو في استحقاقاتنا المستقبلية.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 10 جمادى الأولى  1428هـ  الموافق: 27 / 5 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير