نداء إلى علماء الأمة من السنّة والشيعة حول ما يجري في غزة

نداء إلى علماء الأمة من السنّة والشيعة حول ما يجري في غزة
في رسالة وجّهها إلى علماء الأمة ومرجعياتهم من السنّة والشيعة دعاهم فيها إلى لقاء سريع لنصرة غزة
فضل الله: واجبنا تعبئة الوجدان العربي واإسلامي لاستعادة فلسطين بكاملها من النهر إلى البحر

 

وجّه سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، نداءً إلى علماء الأمة من السنّة والشيعة وإلى مراجعهم بمناسبة ما يجري في غزة، وجاء في نداء سماحته:

إن الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في غزّة، حيث تتواصل المذبحة الإسرائيلية بشكل وحشي وهمجي، حاصدةً المزيد من الشهداء والجرحى، في ظلّ تغطية دولية محسوبة، ومواقف جرى التوافق على نوعيتها ولغتها، بحيث لا تشكل إحراجاً للعدو، وفي ظلّ مواقف عربية وإسلامية لا تخرج عن نطاق الإدانة، ولا تصل إلى ما هو أبعد من تقديم المساعدات الطبية والغذائية التي لا تمثل عنصراً حاسماً في الموقف الميداني... إن هذا الواقع يفرض على علماء الأمة من السنّة والشيعة أن يتداعوا إلى لقاء يضع الأسس العملية المساعدة في الصمود والمواجهة والانتصار على أعداء الأمة والدين.

إنني أتساءل: إذا كانت مذبحة بهذا المستوى من الفظاعة، وجريمة بهذا المستوى من البشاعة، وإبادة جماعية بهذا القدر من الاتساع والشمول، لم تدفع بعلماء الأمة ومفكريها إلى اللقاء السريع، وعقد الاجتماعات الضرورية التي يتدارس الجميع فيها الطرائق المناسبة والأساليب الملائمة التي من شأنها الضغط على هذا الموقع الدولي أو ذاك الموقع الإقليمي، أو الإيحاء إلى الحكّام في البلدان العربية والإسلامية بأن الخطر سيداهمهم، أو التلويح لهذا الحاكم أو ذاك المسؤول وتلك السلطة بأن النيران أوشكت أن تقترب من عروشهم إن لم يبادروا إلى التحرك الضاغط على العدو... فإن لم يشكل هذا الواقع كله حافزاً لهم للضغط في جميع الاتجاهات، وبالأساليب الممكنة كافة، فأي واقع سيدفعهم إلى التحرك بعد ذلك؟!

إن الاستغاثات التي تنطلق من حناجر النسوة والشيوخ والأطفال والفتية في غزة للأمة كلها، تمثّل مسؤوليةً كبرى يتحملها العلماء من السنة والشيعة قبل غيرهم، وتقع على عواتقهم قبل الآخرين، لكي يسارعوا في استنهاض الأمة، وحتى يضعوا الحكام والمسؤولين أمام المسؤوليات التي لا يمكن التهرّب منها، ولكي يفضحوا من يهادن أو يساوم على حساب حقوق المسلمين والعرب، وحتى يلاحقوا بالكلمة والموقف والحركة الميدانية كل من تسوّل له نفسه أن يتواطأ مع العدو أو يمكّنه من دماء المسلمين أو يساهم في تسليطهم على رقاب المسلمين ودمائهم وأعراضهم وأراضيهم وأمنهم وما إلى ذلك.

إنني أتساءل: إذا كان ثمّة من يتحدث عن محاور سياسية في الأمة أو في البلدان العربية، فهل هناك من محاور على مستوى المرجعيات والمواقع العلمائية الإسلامية؟!... ثم إذا كانت تلك المحاور السياسية الرسمية قد التقت واجتمعت بطريقة وبأخرى في محاولة محسوبة لرفع المسؤولية عن كاهلها في نطاق الجامعة العربية أو في اللقاءات الثنائية والثلاثية والرباعية وما إلى ذلك، والتي سعت لغسل يدها من دم هذا الصدّيق، فلماذا تبقى المواقع العلمائية في الأمة على تباعدها؟ ولماذا تنطلق البيانات باسم هذا العالِم أو ذاك، وهذه المجموعة أو تلك، تحت عناوين مذهبية أو مناطقية، أو تحت رعايةٍ من هذه السلطة أو تلك، ولا تنطلق في نطاق إسلامي وحدوي جامع، وضمن لقاء شيعي وسني موحّد، وتحت قبّة مسجد واحد، وفي البلد الحرام والمسجد الحرام، أو في الأزهر الشريف أو في النجف أو قم أو لبنان أو ما إلى ذلك؟!

إن المفارقة أن غزّة البطلة والصامدة بشعبها الصابر، المحتسب، المؤمن، الواعي، المتديّن، استطاعت أن توحّد الشارع العربي والإسلامي في نطاق وحدة وجدانية خالصة، وأن تصهره في بوتقة عربية وإسلامية طاهرة، ولكنها عجزت عن أن توحد علماء المسلمين، الذين انطلق بعضهم بالأمس القريب ليدخل في الحسابات المذهبية، وتداعى بعضهم الآخر لإثارة الغرائز حول ما اعتبره انتهاكات من هذا الفريق أو ذاك في مسألة داخلية، وانطلق فريق ثالث هنا وهناك ليتحدث بالويل والثبور وعظائم الأمور في أرقام تهويلية حول مسائل طبيعية تعتري واقع الأمة من الداخل، ولكن هؤلاء لا يتحدثون عن الغيرة على الدين والمتدينين عندما تحل الكارثة بأهلهم في فلسطين، كأنهم لم يسمعوا كلام رسول الله(ص): "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد..."، ولم يستمعوا إلى ندائه: "من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين ولم ينصره فليس بمسلم".

أوليس من المؤسف والمحزن حقاً أن تتداعى الأمم علينا كما تتداعى الأكلة على قصعتها؛ من الصومال إلى السودان إلى العراق وأفغانستان وفلسطين، لا بل إلى كل مواقعنا وثرواتنا، ونحن في شغل فاكهون، وفي انقسامات نائمون، أو أن البعض من علماء الأمة لا يجد حرجاً في أن يمد يده إلى القتلة من الصهاينة، وإلى السفّاحين الذين أوغلوا في دماء الفلسطينيين واللبنانيين، وأن يبادر إلى اللقاء بهؤلاء تحت عنوان "حوار الأديان"، ولا ينطلق في مبادرة واحدة داخل الأمة تشد من عضدها وتقرّب بين مواقعها المتباعدة؟!..

إنني، ومن موقع مسؤوليتي الشرعية، ومن خلال متابعتي للأحداث الخطيرة التي تحيق بالأمة، سواء ما يتصل منها بالفتنة التي يُراد تكريسها بين مذاهبها، وفي داخل كل مذهب، أو ما يتصل بالحملة الهمجية عليها، وبالسعي الحثيث لتدمير واحدة من أقدس قضاياها، والمتمثلة بالقضية الفلسطينية التي يُراد إنهاؤها بالكامل، وحيث إن المذبحة في غزة تمثل وجهاً من وجوه هذه الإبادة بعدما فشلت محاولات إنهائها من الموقع العربي بعد الحرب على العراق، ومن الموقع اللبناني بعد فشل الحرب على لبنان ومقاومته في تموز من العام 2006...

إنني أمام ذلك كله، أجد أن الأحداث أخذت بعداً تدميرياً وكارثياً، ليس على مستوى الواقع الميداني فحسب، كما يجري في غزة، بل على مستوى قضايا الأمة الكبرى. وأجد أن من مسؤوليتي الشرعية أن أدعو علماء الأمة من السنّة والشيعة ومرجعياتهم الكبرى إلى التداعي للقاء سريع وعاجل يعمل على خطين: نصرة أهلنا في غزة بكل الوسائل، وتحفيزهم بالموقف الإسلامي الداعم، ورفدهم بدفع الجماهير الإسلامية إلى مؤازرتهم في الشارع وفي الخطوات الميدانية التي يقررها علماء الأمة... ثم يبدأ العمل لإذابة الجليد الداخلي الذي تكوّن بين المذاهب نتيجة التراكمات التاريخية والفتاوى التكفيرية، والسعي لإزاحة ركام الغلوّ والتخلف والخرافة المسؤول عن بعثرة الواقع الإسلامي وإيجاد الشقاق بين المسلمين.

إن على علماء الأمة استثمار واقع الوحدة الوجدانية التي صنعتها غزة المجاهدة، للقيام بخطوات عملية سريعة لمواجهة عدو الأمة الذي يقتل الشيعة والسنة من دون حساب، وعلى المسلمين جميعاً أن ينخرطوا في المعركة السياسية والثقافية والميدانية لمواجهته وإسقاط خططه وأهدافه وغاياته.

إن هذا الواقع الذي تتوزّع فيه المحاور والأمم الأدوار لإنهاء القضية الفلسطينية بالتعاون الكامل مع العدو، يفرض على الأمة وعلى علمائها أن يؤكدوا استعادة فلسطين بكاملها من النهر إلى البحر، مستفيدين من هذه الوقفة الشعبية الرائدة، لنؤكد من خلال التعبئة المستمرة للوجدان العربي والإسلامي ضرورة العمل لصناعة تاريخٍ جهاديٍّ وسياسيّ يُصر على أن تعود فلسطين بكاملها، ولا يرضى بما يُثار حول حدود الـ67 وغيرها، لأنه ينبغي أن تعود فلسطين إلى أهلها الذين احتضنتهم قبل مجيء الصهاينة واغتصابهم لها، ويمكن لفلسطين العربية والإسلامية أن تحتضن سائر أتباع الأديان الذين عاشوا فيها وكانوا أهلها وأحقّ الناس بها.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
 التاريخ: 7-1-1430 هـ الموافق: 04/01/2009 م

في رسالة وجّهها إلى علماء الأمة ومرجعياتهم من السنّة والشيعة دعاهم فيها إلى لقاء سريع لنصرة غزة
فضل الله: واجبنا تعبئة الوجدان العربي واإسلامي لاستعادة فلسطين بكاملها من النهر إلى البحر

 

وجّه سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، نداءً إلى علماء الأمة من السنّة والشيعة وإلى مراجعهم بمناسبة ما يجري في غزة، وجاء في نداء سماحته:

إن الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في غزّة، حيث تتواصل المذبحة الإسرائيلية بشكل وحشي وهمجي، حاصدةً المزيد من الشهداء والجرحى، في ظلّ تغطية دولية محسوبة، ومواقف جرى التوافق على نوعيتها ولغتها، بحيث لا تشكل إحراجاً للعدو، وفي ظلّ مواقف عربية وإسلامية لا تخرج عن نطاق الإدانة، ولا تصل إلى ما هو أبعد من تقديم المساعدات الطبية والغذائية التي لا تمثل عنصراً حاسماً في الموقف الميداني... إن هذا الواقع يفرض على علماء الأمة من السنّة والشيعة أن يتداعوا إلى لقاء يضع الأسس العملية المساعدة في الصمود والمواجهة والانتصار على أعداء الأمة والدين.

إنني أتساءل: إذا كانت مذبحة بهذا المستوى من الفظاعة، وجريمة بهذا المستوى من البشاعة، وإبادة جماعية بهذا القدر من الاتساع والشمول، لم تدفع بعلماء الأمة ومفكريها إلى اللقاء السريع، وعقد الاجتماعات الضرورية التي يتدارس الجميع فيها الطرائق المناسبة والأساليب الملائمة التي من شأنها الضغط على هذا الموقع الدولي أو ذاك الموقع الإقليمي، أو الإيحاء إلى الحكّام في البلدان العربية والإسلامية بأن الخطر سيداهمهم، أو التلويح لهذا الحاكم أو ذاك المسؤول وتلك السلطة بأن النيران أوشكت أن تقترب من عروشهم إن لم يبادروا إلى التحرك الضاغط على العدو... فإن لم يشكل هذا الواقع كله حافزاً لهم للضغط في جميع الاتجاهات، وبالأساليب الممكنة كافة، فأي واقع سيدفعهم إلى التحرك بعد ذلك؟!

إن الاستغاثات التي تنطلق من حناجر النسوة والشيوخ والأطفال والفتية في غزة للأمة كلها، تمثّل مسؤوليةً كبرى يتحملها العلماء من السنة والشيعة قبل غيرهم، وتقع على عواتقهم قبل الآخرين، لكي يسارعوا في استنهاض الأمة، وحتى يضعوا الحكام والمسؤولين أمام المسؤوليات التي لا يمكن التهرّب منها، ولكي يفضحوا من يهادن أو يساوم على حساب حقوق المسلمين والعرب، وحتى يلاحقوا بالكلمة والموقف والحركة الميدانية كل من تسوّل له نفسه أن يتواطأ مع العدو أو يمكّنه من دماء المسلمين أو يساهم في تسليطهم على رقاب المسلمين ودمائهم وأعراضهم وأراضيهم وأمنهم وما إلى ذلك.

إنني أتساءل: إذا كان ثمّة من يتحدث عن محاور سياسية في الأمة أو في البلدان العربية، فهل هناك من محاور على مستوى المرجعيات والمواقع العلمائية الإسلامية؟!... ثم إذا كانت تلك المحاور السياسية الرسمية قد التقت واجتمعت بطريقة وبأخرى في محاولة محسوبة لرفع المسؤولية عن كاهلها في نطاق الجامعة العربية أو في اللقاءات الثنائية والثلاثية والرباعية وما إلى ذلك، والتي سعت لغسل يدها من دم هذا الصدّيق، فلماذا تبقى المواقع العلمائية في الأمة على تباعدها؟ ولماذا تنطلق البيانات باسم هذا العالِم أو ذاك، وهذه المجموعة أو تلك، تحت عناوين مذهبية أو مناطقية، أو تحت رعايةٍ من هذه السلطة أو تلك، ولا تنطلق في نطاق إسلامي وحدوي جامع، وضمن لقاء شيعي وسني موحّد، وتحت قبّة مسجد واحد، وفي البلد الحرام والمسجد الحرام، أو في الأزهر الشريف أو في النجف أو قم أو لبنان أو ما إلى ذلك؟!

إن المفارقة أن غزّة البطلة والصامدة بشعبها الصابر، المحتسب، المؤمن، الواعي، المتديّن، استطاعت أن توحّد الشارع العربي والإسلامي في نطاق وحدة وجدانية خالصة، وأن تصهره في بوتقة عربية وإسلامية طاهرة، ولكنها عجزت عن أن توحد علماء المسلمين، الذين انطلق بعضهم بالأمس القريب ليدخل في الحسابات المذهبية، وتداعى بعضهم الآخر لإثارة الغرائز حول ما اعتبره انتهاكات من هذا الفريق أو ذاك في مسألة داخلية، وانطلق فريق ثالث هنا وهناك ليتحدث بالويل والثبور وعظائم الأمور في أرقام تهويلية حول مسائل طبيعية تعتري واقع الأمة من الداخل، ولكن هؤلاء لا يتحدثون عن الغيرة على الدين والمتدينين عندما تحل الكارثة بأهلهم في فلسطين، كأنهم لم يسمعوا كلام رسول الله(ص): "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد..."، ولم يستمعوا إلى ندائه: "من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين ولم ينصره فليس بمسلم".

أوليس من المؤسف والمحزن حقاً أن تتداعى الأمم علينا كما تتداعى الأكلة على قصعتها؛ من الصومال إلى السودان إلى العراق وأفغانستان وفلسطين، لا بل إلى كل مواقعنا وثرواتنا، ونحن في شغل فاكهون، وفي انقسامات نائمون، أو أن البعض من علماء الأمة لا يجد حرجاً في أن يمد يده إلى القتلة من الصهاينة، وإلى السفّاحين الذين أوغلوا في دماء الفلسطينيين واللبنانيين، وأن يبادر إلى اللقاء بهؤلاء تحت عنوان "حوار الأديان"، ولا ينطلق في مبادرة واحدة داخل الأمة تشد من عضدها وتقرّب بين مواقعها المتباعدة؟!..

إنني، ومن موقع مسؤوليتي الشرعية، ومن خلال متابعتي للأحداث الخطيرة التي تحيق بالأمة، سواء ما يتصل منها بالفتنة التي يُراد تكريسها بين مذاهبها، وفي داخل كل مذهب، أو ما يتصل بالحملة الهمجية عليها، وبالسعي الحثيث لتدمير واحدة من أقدس قضاياها، والمتمثلة بالقضية الفلسطينية التي يُراد إنهاؤها بالكامل، وحيث إن المذبحة في غزة تمثل وجهاً من وجوه هذه الإبادة بعدما فشلت محاولات إنهائها من الموقع العربي بعد الحرب على العراق، ومن الموقع اللبناني بعد فشل الحرب على لبنان ومقاومته في تموز من العام 2006...

إنني أمام ذلك كله، أجد أن الأحداث أخذت بعداً تدميرياً وكارثياً، ليس على مستوى الواقع الميداني فحسب، كما يجري في غزة، بل على مستوى قضايا الأمة الكبرى. وأجد أن من مسؤوليتي الشرعية أن أدعو علماء الأمة من السنّة والشيعة ومرجعياتهم الكبرى إلى التداعي للقاء سريع وعاجل يعمل على خطين: نصرة أهلنا في غزة بكل الوسائل، وتحفيزهم بالموقف الإسلامي الداعم، ورفدهم بدفع الجماهير الإسلامية إلى مؤازرتهم في الشارع وفي الخطوات الميدانية التي يقررها علماء الأمة... ثم يبدأ العمل لإذابة الجليد الداخلي الذي تكوّن بين المذاهب نتيجة التراكمات التاريخية والفتاوى التكفيرية، والسعي لإزاحة ركام الغلوّ والتخلف والخرافة المسؤول عن بعثرة الواقع الإسلامي وإيجاد الشقاق بين المسلمين.

إن على علماء الأمة استثمار واقع الوحدة الوجدانية التي صنعتها غزة المجاهدة، للقيام بخطوات عملية سريعة لمواجهة عدو الأمة الذي يقتل الشيعة والسنة من دون حساب، وعلى المسلمين جميعاً أن ينخرطوا في المعركة السياسية والثقافية والميدانية لمواجهته وإسقاط خططه وأهدافه وغاياته.

إن هذا الواقع الذي تتوزّع فيه المحاور والأمم الأدوار لإنهاء القضية الفلسطينية بالتعاون الكامل مع العدو، يفرض على الأمة وعلى علمائها أن يؤكدوا استعادة فلسطين بكاملها من النهر إلى البحر، مستفيدين من هذه الوقفة الشعبية الرائدة، لنؤكد من خلال التعبئة المستمرة للوجدان العربي والإسلامي ضرورة العمل لصناعة تاريخٍ جهاديٍّ وسياسيّ يُصر على أن تعود فلسطين بكاملها، ولا يرضى بما يُثار حول حدود الـ67 وغيرها، لأنه ينبغي أن تعود فلسطين إلى أهلها الذين احتضنتهم قبل مجيء الصهاينة واغتصابهم لها، ويمكن لفلسطين العربية والإسلامية أن تحتضن سائر أتباع الأديان الذين عاشوا فيها وكانوا أهلها وأحقّ الناس بها.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
 التاريخ: 7-1-1430 هـ الموافق: 04/01/2009 م

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير