إجهاض لأسباب اجتماعيّة؟!

إجهاض لأسباب اجتماعيّة؟!

استشارة..

السّلام عليكم.

أريد استشارتكم في موضوع إسقاط الجنين في أوّل الشّهر الثّالث، بسبب العديد من المشكلات الاجتماعيّة، مع العلم أنّ الحالة النفسيّة للأمّ غير مستقرّة، وهي ترفض تقبّل الجنين.

وجواب..

قد تعرض على الزّوجين خلال حياتهما الزّوجيّة مشكلات كثيرة، منها ما يرجع إلى صعوبات تكيّفهما وتفاهمهما على الأمور الأساسيّة في حياتهما المشتركة، وخصوصاً مع اختلاف المزاج وقلّة التّجربة، وعدم استشارة من يمكنه تقديم النّصح، ومنها ما يرجع إلى الأهل وكيفيّة تنظيم العلاقة معهم، ومنها ما يرجع إلى أسباب دينيّة أو أخلاقيّة لها علاقة بسلوك الآخر المزعج والمؤذي لشريكه.

وفي جميع ذلك، يفترض بكلّ واحد من الزّوجين أن يكون متوقّعاً لحدوث مثل هذه المشكلات، ومتهيّئاً لها، وموطّناً نفسه على مقدارٍ من الصّبر والتحمّل يتيح لهما الاستمرار في علاقتهما، وخصوصاً أنّك لن تجد بيتاً خالياً من ذلك، رغم ظهور النّاس أمامك سعداء، وعلى الزّوجة خاصّةً، أن تعطي زوجها الكثير من الفرص ليعالج ما يستجدّ من مشاكل، وعليها التّعاطي معه بالرويّة والحكمة، ومشاركته التّفكير البنّاء لابتداع الحلول الواقعيّة لها.

وفي هذا الصّدد، ومهما كانت علاقة الزّوجين سيّئة، فإنّ المفروض أن لا نحمّل غيرنا نتائج ما نعيشه من تعاسة وشقاء، وأن لا نجعل غيرنا يدفع الثّمن، وخصوصاً الجنين الّذي قد تحمل به الزوجة، فإنّ كراهيتها لزوجها، وانزعاجها منه إلى حدّ طلب الطلاق ـ لو فرضنا ذلك ـ ، لا تبرّر لها كراهية الجنين الّذي تحمله، فصحيح أنّه ابن زوجها الّذي كرهته، لكنّه أيضاً ولدها وجزء منها، وقد يكون شبهه بها أكثر من شبهه بوالده، وحيث قد حملته، فقد صار أمانة عندها، وصار يطلب الحياة والأمن والحماية والتطلّع إلى المستقبل، فلا يجوز لها إجهاضه وقتله وهدم آماله في الحياة والبقاء، وهي تأثم بذلك، ويأثم من يساعدها، وعليها دفع دية إن أجهضته، إضافةً إلى إثم القتل.

وأمّا حالتها النفسيّة السيّئة، فهي ليست مبرّراً، لأنّ سببها تلك المشاكل القائمة، والمفترض حلّها بمعزلٍ عن حياة الجنين، لذا فإنّ عليها التحلّي بالتقوى والتوكّل على الله، وتفويض الأمر إليه، ومعالجة مشاكلها برويّة، وتجاوز الوضع النفسي الصّعب، والنّظر بتفاؤل إلى المستقبل، وحفظ الجنين، فقد يكون ذخراً لها في الدّنيا والآخرة.

صاحبة الاستشارة : م.

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).

تاريخ الاستشارة: 25/01/2013.

نوع الاستشارة : اجتماعية

استشارة..

السّلام عليكم.

أريد استشارتكم في موضوع إسقاط الجنين في أوّل الشّهر الثّالث، بسبب العديد من المشكلات الاجتماعيّة، مع العلم أنّ الحالة النفسيّة للأمّ غير مستقرّة، وهي ترفض تقبّل الجنين.

وجواب..

قد تعرض على الزّوجين خلال حياتهما الزّوجيّة مشكلات كثيرة، منها ما يرجع إلى صعوبات تكيّفهما وتفاهمهما على الأمور الأساسيّة في حياتهما المشتركة، وخصوصاً مع اختلاف المزاج وقلّة التّجربة، وعدم استشارة من يمكنه تقديم النّصح، ومنها ما يرجع إلى الأهل وكيفيّة تنظيم العلاقة معهم، ومنها ما يرجع إلى أسباب دينيّة أو أخلاقيّة لها علاقة بسلوك الآخر المزعج والمؤذي لشريكه.

وفي جميع ذلك، يفترض بكلّ واحد من الزّوجين أن يكون متوقّعاً لحدوث مثل هذه المشكلات، ومتهيّئاً لها، وموطّناً نفسه على مقدارٍ من الصّبر والتحمّل يتيح لهما الاستمرار في علاقتهما، وخصوصاً أنّك لن تجد بيتاً خالياً من ذلك، رغم ظهور النّاس أمامك سعداء، وعلى الزّوجة خاصّةً، أن تعطي زوجها الكثير من الفرص ليعالج ما يستجدّ من مشاكل، وعليها التّعاطي معه بالرويّة والحكمة، ومشاركته التّفكير البنّاء لابتداع الحلول الواقعيّة لها.

وفي هذا الصّدد، ومهما كانت علاقة الزّوجين سيّئة، فإنّ المفروض أن لا نحمّل غيرنا نتائج ما نعيشه من تعاسة وشقاء، وأن لا نجعل غيرنا يدفع الثّمن، وخصوصاً الجنين الّذي قد تحمل به الزوجة، فإنّ كراهيتها لزوجها، وانزعاجها منه إلى حدّ طلب الطلاق ـ لو فرضنا ذلك ـ ، لا تبرّر لها كراهية الجنين الّذي تحمله، فصحيح أنّه ابن زوجها الّذي كرهته، لكنّه أيضاً ولدها وجزء منها، وقد يكون شبهه بها أكثر من شبهه بوالده، وحيث قد حملته، فقد صار أمانة عندها، وصار يطلب الحياة والأمن والحماية والتطلّع إلى المستقبل، فلا يجوز لها إجهاضه وقتله وهدم آماله في الحياة والبقاء، وهي تأثم بذلك، ويأثم من يساعدها، وعليها دفع دية إن أجهضته، إضافةً إلى إثم القتل.

وأمّا حالتها النفسيّة السيّئة، فهي ليست مبرّراً، لأنّ سببها تلك المشاكل القائمة، والمفترض حلّها بمعزلٍ عن حياة الجنين، لذا فإنّ عليها التحلّي بالتقوى والتوكّل على الله، وتفويض الأمر إليه، ومعالجة مشاكلها برويّة، وتجاوز الوضع النفسي الصّعب، والنّظر بتفاؤل إلى المستقبل، وحفظ الجنين، فقد يكون ذخراً لها في الدّنيا والآخرة.

صاحبة الاستشارة : م.

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).

تاريخ الاستشارة: 25/01/2013.

نوع الاستشارة : اجتماعية

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير