المرجع فضل الله.. إنسان الرّسالة

في البداية، عندما نقف في ذكرى سماحة السيّد فضل الله(رض)، تفيض الذّاكرة في كثير من المسائل والمحطّات اّلتي حفرت مكاناً لها.

أذكر في العام 68، كنت لاأزال في سنّ الطفولة في منطقة النبعة، وكان هناك تأسيس لجمعيّة أسرة التآخي في تلك المنطقة، وعلى رأسها، سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض). وعلمنا من خلال الأطفال، أنّ هذا المركز يستقبل الأطفال لتعليم الصّلاة وما شاكل ذلك، وكان يطلق في ذاك الزمن على هذه السنّ براعم الإيمان، وكنا نتلهّف شوقاً للنظر إلى سماحته، وكانت هذه المسألة قد حفرت في ذاكرتنا وفي قلوبنا المحبة لسماحة السيّد.

وتنطوي الأيام والسنون، لألتقي مرة أخرى بسماحته في العام 83، بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وعودتنا إلى قريتنا حولا. وكان هناك فكرة بتأسيس مكتبة إسلاميّة في المسجد، من أجل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وكنت مازلت شاباً، وفي بداية طلب العلم، فتحمّست، وقلت أنا أؤمّن هذه المكتبة في المسجد. قالوا: كيف؟ فقلت لهم: أذهب إلى سماحة السيد فضل الله وأطلب منه ذلك.

فذهبت إلى سماحة السيد دون أن يعرفني، وطرحت الفكرة، ووافق دون أيّ تردّد. وهذا إن دلّ على شيء، إنما يدلّ على حسّ المسؤولية لإيصال الرّسالة للناس، مهما كلّفت من أعباء.

وكرّت السنون، وأصبحت تلميذاً على يديه، وعلمنا خلال هذه السنوات كيف يكون العالم الدّيني مسؤولاً عن كلّ لحظة تمرّ في حياته. لذلك، استطاع سماحة السيِّد أن يخرج من الذّات، ويعطي العنوان الأبرز؛ أن يكون إنسان الرّسالة.

لقد استطاع سماحته أن يخرج من ذاته، وسخّر نفسه وكلّ الطاقة التي يمتلكها من أجل الرّسالة وتبليغها وتأصيلها. ولا يسعنا في هذه الذكرى الثامنة لارتحاله، إلا أن نجدّد العهد من جديد، أننا سوف نبقى على هذا الخطّ الذي نذره، ونكمل المسيرة التي خطّها بأشفار عيونه، حتى الأنفاس الأخيرة.

وهنا أذكر آخر كلمة سمعتها منه، أنني أخاف على الإسلام من علماء الإسلام. لم يقل من أعداء الإسلام. ولذلك، هذه مسؤولية إضافية نحملها، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يحشره مع أجداده الطاهرين؛ مع النبيّ(ص) وأئمّة أهل البيت(ع).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية، عندما نقف في ذكرى سماحة السيّد فضل الله(رض)، تفيض الذّاكرة في كثير من المسائل والمحطّات اّلتي حفرت مكاناً لها.

أذكر في العام 68، كنت لاأزال في سنّ الطفولة في منطقة النبعة، وكان هناك تأسيس لجمعيّة أسرة التآخي في تلك المنطقة، وعلى رأسها، سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض). وعلمنا من خلال الأطفال، أنّ هذا المركز يستقبل الأطفال لتعليم الصّلاة وما شاكل ذلك، وكان يطلق في ذاك الزمن على هذه السنّ براعم الإيمان، وكنا نتلهّف شوقاً للنظر إلى سماحته، وكانت هذه المسألة قد حفرت في ذاكرتنا وفي قلوبنا المحبة لسماحة السيّد.

وتنطوي الأيام والسنون، لألتقي مرة أخرى بسماحته في العام 83، بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وعودتنا إلى قريتنا حولا. وكان هناك فكرة بتأسيس مكتبة إسلاميّة في المسجد، من أجل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وكنت مازلت شاباً، وفي بداية طلب العلم، فتحمّست، وقلت أنا أؤمّن هذه المكتبة في المسجد. قالوا: كيف؟ فقلت لهم: أذهب إلى سماحة السيد فضل الله وأطلب منه ذلك.

فذهبت إلى سماحة السيد دون أن يعرفني، وطرحت الفكرة، ووافق دون أيّ تردّد. وهذا إن دلّ على شيء، إنما يدلّ على حسّ المسؤولية لإيصال الرّسالة للناس، مهما كلّفت من أعباء.

وكرّت السنون، وأصبحت تلميذاً على يديه، وعلمنا خلال هذه السنوات كيف يكون العالم الدّيني مسؤولاً عن كلّ لحظة تمرّ في حياته. لذلك، استطاع سماحة السيِّد أن يخرج من الذّات، ويعطي العنوان الأبرز؛ أن يكون إنسان الرّسالة.

لقد استطاع سماحته أن يخرج من ذاته، وسخّر نفسه وكلّ الطاقة التي يمتلكها من أجل الرّسالة وتبليغها وتأصيلها. ولا يسعنا في هذه الذكرى الثامنة لارتحاله، إلا أن نجدّد العهد من جديد، أننا سوف نبقى على هذا الخطّ الذي نذره، ونكمل المسيرة التي خطّها بأشفار عيونه، حتى الأنفاس الأخيرة.

وهنا أذكر آخر كلمة سمعتها منه، أنني أخاف على الإسلام من علماء الإسلام. لم يقل من أعداء الإسلام. ولذلك، هذه مسؤولية إضافية نحملها، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يحشره مع أجداده الطاهرين؛ مع النبيّ(ص) وأئمّة أهل البيت(ع).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير