كتابات
18/08/2023

الأخلاقُ ممارسةٌ عمليَّة

2 صفر 1445هـ
الأخلاقُ ممارسةٌ عمليَّة

كان الإمام زين العابدين (ع) يريد أن يؤكِّد الأخلاق الإسلاميَّة من موقع الممارسة لا من موقع الحديث والكلام

 كان يريد أن ينطلق بالنَّاس ليعلِّمهم أنَّ المسلم قد ينازِع إنساناً فيخاصمه وقد يقاتله، ولكنَّ المسلم لا يحقد ولا يتعقَّد، ولا ينطلق من حقد، المسلم ينطلق من الواجب، ينطلق من رسالته، فإذا اقتضته رسالته أن يقتل، فهو يقتل من خلال الواجب لا من خلال العقدة، وإذا اقتضته رسالته أن يُخاصم، فهو يخاصِم لا من خلال الحقد، ولكنَّه يخاصِم لأنّ رسالته تقتضي منه أن يخاصِم وأن يُخالف من يخالف.
كذلك كان الإمام زين العابدين (ع) يريد أن يركِّز الأخلاق الإسلاميَّة في الناس من خلال الممارسة، كما كان يركِّزها من خلال الكلمات التي كان يعظ بها النَّاس، وكان يريد للنّاس عندما يأتون إلى المساجد ويجلسون بين يدي الله، كان يريد لهم أن لا ينفصلوا عن حياتهم.. فأنت عندما تتحدَّث مع ربِّك، ليس عليك أن تشعر بأنَّك انفصلت عن الدنيا وتركتها، عندما تتحدَّث مع الله، عليك أن تشعر بأنَّ حديثك مع الله يربطك بالنَّاس وبآلام النَّاس، ويربطك بمشاكل النّاس وبقضايا النّاس، كأنَّك تقول لربِّك يا ربِّ، إنّي أفتح قلبي لديك لتجعل في قلبي المسؤوليَّة من خلال علاقتي بك، اجعلني يا ربِّ مسؤولاً أُفكّر في مسؤوليَّتي من خلالك، ولا أُفكِّر في مسؤوليَّتي من خلال النَّاس، اجعلني يا ربِّ إنساناً أعيش حياتي على أساس أن تكون حياتي في سبيلك مُحِبَّةً لك، لأنَّك أنت الَّذي أعطيتنا الحبّ، كلّ الحبّ، أنت الذي تحبّبت إلينا بكلّ شيء، كان يقول لربِّه: "تتحبَّبُ إلينا بالنِّعَم ونُعارِضك بالذّنوب، خَيرُك إلينا نازِل، وشَرُّنا إليك صاعِد، ولم يزَل ولا يزالُ مَلَكٌ كريمٌ يأتيكَ عنّا في كلّ يومٍ بعملٍ قبيح، فلا يمنعك ذلك من أن تحوطنا بنِعمك، أو تتفضَّل علينا بآلائك، فسبحانك ما أحلمك وأعظمك وأكرمك مُبدئاً ومعيداً!". وهكذا كان يقول وهو يحمد ربّه: "الحمد لله الَّذي تحبَّب إليَّ وهو غنيّ عنّي، الحمد لله الَّذي أرجوه ولا أرجو غيره، ولو رجوتُ غيرَه لأخلف رجائي، والحمد لله الذي أدعوه ولا أدعو غيره، ولو دعوتُ غيره لم يستجب لي دعائي، والحمد لله الَّذي وَكَلَني إليه فأكرمني، ولم يكِلني إلى النَّاس فيُهينوني، والحمد لله الَّذي تحبَّب إليَّ وهو غنيٌّ عنّي، فربِّي أحمدُ شيءٍ عندي وأحقُّ بحمدي".
لقد عاش الإمام (ع) حياته مع الله، وكان يريد أن يُركِّز في نفس الإنسان عندما يدعو الله، أن يكون إنساناً مسلماً، يعيش حياته على أساس أن يكون الناس آمنين منه، فلا يظلم أحداً، "اللّهمَّ فكما كَرِهْتَ لي مِنْ أنْ أُظلَم، فَقِني من أنْ أَظْلِمَ. اللّهمَّ ولا أُظْلَمَنَّ وأنتَ مُطيقٌ للدَّفع عني، ولا أَظلِمَنَّ وأنتَ القادر على القبضُ منّي"، كان ينطلق في هذا الاتّجاه ليُعلِّمَ الناس أن يتحمَّلوا مسؤوليّتهم في كلّ مجالات حياتهم. كان يريد لهم أن ينفتحوا على الإسلام وعلى الحقّ في حياتهم، وأن ينفتحوا عليه على أساس المسؤوليَّة، بأنْ لا يكون الإسلام مجرَّد صباغ تصبغ به هويَّتك وذاتك، أن لا يكون الإسلام مجرَّد مزاج تعيش به، أن لا يكون الإسلام مجرَّد عاطفة تهتف من خلالها، أن يكون الإسلام موقفاً لك في كلِّ مجالات الحياة العمليَّة، أن تكون مسلماً عندما تتزوَّج ليعيش زواجك في الإطار الإسلامي، وأن تكون مسلماً عندما تكون أباً، لتكون أبوَّتك منطلقة من مسؤوليّتك الإسلاميَّة، وأن تكون مسلماً عندما تحمل المسؤوليَّة، لتكون مسؤوليّتك منطلقة من خلال إسلامك... عندما تفكِّر سياسيّاً فكّر كمسلم، وعندما تفكّر اجتماعياً فكّر كمسلم، وعندما تفكّر اقتصادياً فكّر كمسلم، لا مجال لك كإنسان مسلم أن تفكّر بطريقة غير إسلاميَّة، لأنَّ معنى ذلك أنّك لست كامل الإسلام.
كان كلّ همّ الإمام (ع) أن يُثير في نفس الإنسان المسلم، أن يرتبط بالإسلام ارتباطاً بالفكر، وارتباطاً بالشَّريعة بالحقّ، أن يقف المسلم مع أهل الحقّ، وأن يجتنب أهل البِدع، كلّ أهل البِدع الَّذين استحدثوا أفكاراً تُنافي أفكار الإسلام، والَّذين استحدثوا أنظمة تُنافي أنظمة الإسلام.
* من كتاب "خطاب العقل والروح".
 كان يريد أن ينطلق بالنَّاس ليعلِّمهم أنَّ المسلم قد ينازِع إنساناً فيخاصمه وقد يقاتله، ولكنَّ المسلم لا يحقد ولا يتعقَّد، ولا ينطلق من حقد، المسلم ينطلق من الواجب، ينطلق من رسالته، فإذا اقتضته رسالته أن يقتل، فهو يقتل من خلال الواجب لا من خلال العقدة، وإذا اقتضته رسالته أن يُخاصم، فهو يخاصِم لا من خلال الحقد، ولكنَّه يخاصِم لأنّ رسالته تقتضي منه أن يخاصِم وأن يُخالف من يخالف.
كذلك كان الإمام زين العابدين (ع) يريد أن يركِّز الأخلاق الإسلاميَّة في الناس من خلال الممارسة، كما كان يركِّزها من خلال الكلمات التي كان يعظ بها النَّاس، وكان يريد للنّاس عندما يأتون إلى المساجد ويجلسون بين يدي الله، كان يريد لهم أن لا ينفصلوا عن حياتهم.. فأنت عندما تتحدَّث مع ربِّك، ليس عليك أن تشعر بأنَّك انفصلت عن الدنيا وتركتها، عندما تتحدَّث مع الله، عليك أن تشعر بأنَّ حديثك مع الله يربطك بالنَّاس وبآلام النَّاس، ويربطك بمشاكل النّاس وبقضايا النّاس، كأنَّك تقول لربِّك يا ربِّ، إنّي أفتح قلبي لديك لتجعل في قلبي المسؤوليَّة من خلال علاقتي بك، اجعلني يا ربِّ مسؤولاً أُفكّر في مسؤوليَّتي من خلالك، ولا أُفكِّر في مسؤوليَّتي من خلال النَّاس، اجعلني يا ربِّ إنساناً أعيش حياتي على أساس أن تكون حياتي في سبيلك مُحِبَّةً لك، لأنَّك أنت الَّذي أعطيتنا الحبّ، كلّ الحبّ، أنت الذي تحبّبت إلينا بكلّ شيء، كان يقول لربِّه: "تتحبَّبُ إلينا بالنِّعَم ونُعارِضك بالذّنوب، خَيرُك إلينا نازِل، وشَرُّنا إليك صاعِد، ولم يزَل ولا يزالُ مَلَكٌ كريمٌ يأتيكَ عنّا في كلّ يومٍ بعملٍ قبيح، فلا يمنعك ذلك من أن تحوطنا بنِعمك، أو تتفضَّل علينا بآلائك، فسبحانك ما أحلمك وأعظمك وأكرمك مُبدئاً ومعيداً!". وهكذا كان يقول وهو يحمد ربّه: "الحمد لله الَّذي تحبَّب إليَّ وهو غنيّ عنّي، الحمد لله الَّذي أرجوه ولا أرجو غيره، ولو رجوتُ غيرَه لأخلف رجائي، والحمد لله الذي أدعوه ولا أدعو غيره، ولو دعوتُ غيره لم يستجب لي دعائي، والحمد لله الَّذي وَكَلَني إليه فأكرمني، ولم يكِلني إلى النَّاس فيُهينوني، والحمد لله الَّذي تحبَّب إليَّ وهو غنيٌّ عنّي، فربِّي أحمدُ شيءٍ عندي وأحقُّ بحمدي".
لقد عاش الإمام (ع) حياته مع الله، وكان يريد أن يُركِّز في نفس الإنسان عندما يدعو الله، أن يكون إنساناً مسلماً، يعيش حياته على أساس أن يكون الناس آمنين منه، فلا يظلم أحداً، "اللّهمَّ فكما كَرِهْتَ لي مِنْ أنْ أُظلَم، فَقِني من أنْ أَظْلِمَ. اللّهمَّ ولا أُظْلَمَنَّ وأنتَ مُطيقٌ للدَّفع عني، ولا أَظلِمَنَّ وأنتَ القادر على القبضُ منّي"، كان ينطلق في هذا الاتّجاه ليُعلِّمَ الناس أن يتحمَّلوا مسؤوليّتهم في كلّ مجالات حياتهم. كان يريد لهم أن ينفتحوا على الإسلام وعلى الحقّ في حياتهم، وأن ينفتحوا عليه على أساس المسؤوليَّة، بأنْ لا يكون الإسلام مجرَّد صباغ تصبغ به هويَّتك وذاتك، أن لا يكون الإسلام مجرَّد مزاج تعيش به، أن لا يكون الإسلام مجرَّد عاطفة تهتف من خلالها، أن يكون الإسلام موقفاً لك في كلِّ مجالات الحياة العمليَّة، أن تكون مسلماً عندما تتزوَّج ليعيش زواجك في الإطار الإسلامي، وأن تكون مسلماً عندما تكون أباً، لتكون أبوَّتك منطلقة من مسؤوليّتك الإسلاميَّة، وأن تكون مسلماً عندما تحمل المسؤوليَّة، لتكون مسؤوليّتك منطلقة من خلال إسلامك... عندما تفكِّر سياسيّاً فكّر كمسلم، وعندما تفكّر اجتماعياً فكّر كمسلم، وعندما تفكّر اقتصادياً فكّر كمسلم، لا مجال لك كإنسان مسلم أن تفكّر بطريقة غير إسلاميَّة، لأنَّ معنى ذلك أنّك لست كامل الإسلام.
كان كلّ همّ الإمام (ع) أن يُثير في نفس الإنسان المسلم، أن يرتبط بالإسلام ارتباطاً بالفكر، وارتباطاً بالشَّريعة بالحقّ، أن يقف المسلم مع أهل الحقّ، وأن يجتنب أهل البِدع، كلّ أهل البِدع الَّذين استحدثوا أفكاراً تُنافي أفكار الإسلام، والَّذين استحدثوا أنظمة تُنافي أنظمة الإسلام.
* من كتاب "خطاب العقل والروح".
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير