كتابات
13/11/2023

تحييدُ الأولادِ عن تأثيرِ الخلافات بين الأبِ والأمِّ

1 جمادى الأولى 1445هـ
تحييدُ الأولادِ عن تأثيرِ الخلافات بين الأبِ والأمِّ

بما أنَّ الخلاف الزوجيّ أمر طبيعيّ وشائع، فمن واجب الزَّوجين في حالة التَّنافر أن لا يتنازعا أمام الأولاد، بحيث لا يسيء الرجل إلى زوجته فيضربها أو يشتمها أو يعنِّفها أمام الأولاد، ولا تسيء الزوجة إلى زوجها بأنْ تتمرَّد عليه أو تحقِّره أو ما إلى ذلك أمامهم، لأنَّ ذلك سوف يترك تأثيراً سلبياً على الأولاد، فينشأون معقَّدين، تتنازعهم عواطف متناقضة بين الحبِّ والكراهية تجاه والديهم اللَّذين يؤذي كلّ منهما الآخر، كما قد ينعكس ذلك على حياة الأولاد المستقبليَّة عندما تنشأ البنت والصَّبيّ وفي ذهنيهما إدراك مشوَّه لطبيعة العلاقة التي تربط الزوجين، بحيث يحاولان إسقاطها على حياتهما.
هذا ما شاهدناه في كثير من التجارب، التي تحوّل فيها الولد إلى شخص قاسٍ على زوجته، لأنَّ أباه كان قاسياً على أُمّه، وكانت فيه البنت متمرّدة على زوجها لأنّ أُمّها كانت كذلك. فالبيت هو المدرسة التي تزرع في نفس الأولاد بذور المعرفة الأولى بالعالم، الأمر الذي يحوّل تجربة الآباء والأُمَّهات إلى درس يتلقَّاه أبناؤهم باكراً في مفهوم الزوجيَّة أو في أيّ مفهوم إنسانيّ أو اجتماعيّ.
[أمَّا أن تعمد الأمُّ إلى تشويه صورة الأب أمام أولاده عند الخلافات، أو أن يفعل الأب ذلك حيال الأمّ]، فلا يجوز ذلك من حيث المبدأ، لسببٍ بسيط، وهو أنَّ الولد بشكلٍ طبيعيّ يعيش شعوراً إيجابياً تجاه أُمّه وتجاه أبيه، ما يجعل الصورة المشوَّهة تخلق حيرة قاتلة في نفسه، بين ما يشعر به من عاطفة تجاه أبيه وأُمّه، والتي تنبعث من عمق إحساسه الطفوليّ باللَّهفة والاحتضان وما إلى ذلك، وبين ميله إلى رفض ذاك الكائن المشوَّه، وسعيه إلى اقتلاعه من أعماقه. لذا سوف يعيش الحيرة بين طفولته العاطفيَّة وبين ما يقدَّم إليه من معلومات.
لكن عندما يصل انحراف الأب أو الأُمّ إلى مستوى قد يؤدِّي قبول صورته إلى تدمير أخلاقيَّة الطفل أو حياته، يصبح من الضروريّ بمكان إعلام الطّفل بذلك، بغرض وقايته من السلبيَّات الموجودة لدى أبيه أو أُمّه. ولكن لا بدَّ من استخدام أسلوب تربويّ ملطّف في تقديم هذه المعلومات، فيُقدَّم له انحراف أبيه أو أُمّه بوصفه مرضاً، أو نتيجة لتأثيرات خارجيَّة على سبيل المثال، فيقال له أحبَّ أباك وأحبَّ أُمّك، ولكنَّ هناك بعض الأعمال السيّئة لديهما عليك أنْ لا تستجيب لهما فيها.
* من كتاب "دنيا الطّفل".
بما أنَّ الخلاف الزوجيّ أمر طبيعيّ وشائع، فمن واجب الزَّوجين في حالة التَّنافر أن لا يتنازعا أمام الأولاد، بحيث لا يسيء الرجل إلى زوجته فيضربها أو يشتمها أو يعنِّفها أمام الأولاد، ولا تسيء الزوجة إلى زوجها بأنْ تتمرَّد عليه أو تحقِّره أو ما إلى ذلك أمامهم، لأنَّ ذلك سوف يترك تأثيراً سلبياً على الأولاد، فينشأون معقَّدين، تتنازعهم عواطف متناقضة بين الحبِّ والكراهية تجاه والديهم اللَّذين يؤذي كلّ منهما الآخر، كما قد ينعكس ذلك على حياة الأولاد المستقبليَّة عندما تنشأ البنت والصَّبيّ وفي ذهنيهما إدراك مشوَّه لطبيعة العلاقة التي تربط الزوجين، بحيث يحاولان إسقاطها على حياتهما.
هذا ما شاهدناه في كثير من التجارب، التي تحوّل فيها الولد إلى شخص قاسٍ على زوجته، لأنَّ أباه كان قاسياً على أُمّه، وكانت فيه البنت متمرّدة على زوجها لأنّ أُمّها كانت كذلك. فالبيت هو المدرسة التي تزرع في نفس الأولاد بذور المعرفة الأولى بالعالم، الأمر الذي يحوّل تجربة الآباء والأُمَّهات إلى درس يتلقَّاه أبناؤهم باكراً في مفهوم الزوجيَّة أو في أيّ مفهوم إنسانيّ أو اجتماعيّ.
[أمَّا أن تعمد الأمُّ إلى تشويه صورة الأب أمام أولاده عند الخلافات، أو أن يفعل الأب ذلك حيال الأمّ]، فلا يجوز ذلك من حيث المبدأ، لسببٍ بسيط، وهو أنَّ الولد بشكلٍ طبيعيّ يعيش شعوراً إيجابياً تجاه أُمّه وتجاه أبيه، ما يجعل الصورة المشوَّهة تخلق حيرة قاتلة في نفسه، بين ما يشعر به من عاطفة تجاه أبيه وأُمّه، والتي تنبعث من عمق إحساسه الطفوليّ باللَّهفة والاحتضان وما إلى ذلك، وبين ميله إلى رفض ذاك الكائن المشوَّه، وسعيه إلى اقتلاعه من أعماقه. لذا سوف يعيش الحيرة بين طفولته العاطفيَّة وبين ما يقدَّم إليه من معلومات.
لكن عندما يصل انحراف الأب أو الأُمّ إلى مستوى قد يؤدِّي قبول صورته إلى تدمير أخلاقيَّة الطفل أو حياته، يصبح من الضروريّ بمكان إعلام الطّفل بذلك، بغرض وقايته من السلبيَّات الموجودة لدى أبيه أو أُمّه. ولكن لا بدَّ من استخدام أسلوب تربويّ ملطّف في تقديم هذه المعلومات، فيُقدَّم له انحراف أبيه أو أُمّه بوصفه مرضاً، أو نتيجة لتأثيرات خارجيَّة على سبيل المثال، فيقال له أحبَّ أباك وأحبَّ أُمّك، ولكنَّ هناك بعض الأعمال السيّئة لديهما عليك أنْ لا تستجيب لهما فيها.
* من كتاب "دنيا الطّفل".
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير