كتابات
18/11/2023

الحاجةُ إلى استحضارِ السيِّدةِ زينبَ (ع) في رساليَّتها وتضحياتِها

 استحضارِ السيِّدةِ زينبَ (ع)

كانت السيِّدة زينب (ع) الإنسانةَ الَّتي أعطت كلَّ شيء للإسلام... وقدَّمت أولادها شهداء بين يدي الحسين (ع)، وعاشت الإسلام وعياً وفكراً وحركةً وانطلاقة في خطِّ الله.
وهي (ع) حاضرة بيننا، ونريد لها أن تزورنا، لأنَّنا لا نريد أن نَزور التَّاريخ، فالذين يَزُورون التَّاريخ يموتون في داخله، لأنّهم ينسون الحاضر، وينسون المستقبل، وهي من الأشخاص التَّاريخيّين الَّذين لا يمكن للزَّمن أن يؤطِّرهم بإطاره، أو يحبسهم في سجنه، لأنَّهم انطلقوا من عمق الحياة في كلِّ معانيها الخالدة...
نحن نحتاج إلى زينب (ع) لتزورنا حيث يقف المجاهدون الحسينيّون في مواجهة "إسرائيل"، ولتزورنا في فلسطين، ولتزورنا في كلِّ مجتمع تُمنَع فيه المرأة من أن تُعبِّر عن شخصيَّتها، لتشارك في حركة القضيَّة، وفي موقع التحدّيات، لنطرد كلَّ الفكر الَّذي عشنا تخلّفه، والذي يقول: إنَّ المرأة لا دور لها في ساحة الصِّراع، وإنَّ المرأة عندما تتحرَّك في مواجهة الأعداء، أو في نصرة القضيَّة، فإنّها تفقد معناها.
إنَّ فاطمة الزهراء (ع) سيِّدة نساء العالمين، أكَّدت معناها عندما وقفت في مواقف التحدّي، وأكَّدت معنى عمق الإسلام في شخصيَّتها، فلم تبقَ مجرَّد أنثى، ولكنَّها عاشت كإنسانة مسلمة في المواقع القياديَّة التي تدافع عن الحقّ، والتي تتحدَّى وتقبل التحدّي وتواجهه. وهكذا كانت الزهراء (ع) في مواقفها، النَّموذجَ الأعلى للإنسان المسلمة، لا في عبادتها وحسب، ولا في دورها الأمومي والزوجي في البيت وحسب، ولكن في دورها الرياديّ في حركة العلم ضدّ الجهل، وفي حركة الإسلام ضدّ الانحراف.
وهكذا كانت زينب (ع)، فورثت عن أُمِّها عنفوانها، وقوَّتها، ورساليَّتها، وشخصيَّتها، وتحدّيها وصبرها، لأنَّ الزهراء (ع) لم تكن صاحبة مصائب جازعة، كانت (ع) تصبرُ حتّى في عمق المصيبة، وكانت عندما تحرِّك المصيبة، لا تحرّكها من موقع سقوط الإنسان أمامَ المصائب، ولكن من موقع انفتاح الإنسان على المصائب، من خلال وعي إنسانيَّة العاطفة، ووعي حزن القضيَّة وحركتها.
نحن نحتاج إلى أن تزورنا زينب (ع)، لنزداد وعياً وقوَّة ومسؤوليَّة في واقعنا الإسلامي، ولنزداد حركيَّة في مجتمعنا الَّذي يريد الكثيرون من النَّاس أن يجمِّدوه. نحن نحتاج إلى أن ينطلق المؤمنون والمؤمنات كما أرادهم الله {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}[التّوبة: 71]. كان بعضهم أولياءَ بعض في عهد الدَّعوة، فكانت المرأة الواعية إلى جانب الرجل الواعي، وكان المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض في حركة الهجرة، وكانت المؤمنة المهاجرة إلى جانب الرجل المهاجر، وكان المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض في ساحة الحرب، فكان الرَّجل يقاتل، وكانت المرأة تسقي العطاشى، وتضمِّد الجرحى، وكان المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض في خدمة الإسلام، في كلِّ موقعٍ فيه للإسلام قضيَّة، وفيه للإسلام معركة...
زينب (ع) كانت قضيَّة، ونريدُها أن تبقى قضيَّة، كانت بطلة كربلاء، ونريدها أن تُنتج أكثر من بطلة لأكثر من كربلاء، وكانت رساليَّة، ونحن بحاجة إلى الرِّساليَّات اللاتي يتكاملن مع الرساليّين.

* من كتاب "للإنسان والحياة".
كانت السيِّدة زينب (ع) الإنسانةَ الَّتي أعطت كلَّ شيء للإسلام... وقدَّمت أولادها شهداء بين يدي الحسين (ع)، وعاشت الإسلام وعياً وفكراً وحركةً وانطلاقة في خطِّ الله.
وهي (ع) حاضرة بيننا، ونريد لها أن تزورنا، لأنَّنا لا نريد أن نَزور التَّاريخ، فالذين يَزُورون التَّاريخ يموتون في داخله، لأنّهم ينسون الحاضر، وينسون المستقبل، وهي من الأشخاص التَّاريخيّين الَّذين لا يمكن للزَّمن أن يؤطِّرهم بإطاره، أو يحبسهم في سجنه، لأنَّهم انطلقوا من عمق الحياة في كلِّ معانيها الخالدة...
نحن نحتاج إلى زينب (ع) لتزورنا حيث يقف المجاهدون الحسينيّون في مواجهة "إسرائيل"، ولتزورنا في فلسطين، ولتزورنا في كلِّ مجتمع تُمنَع فيه المرأة من أن تُعبِّر عن شخصيَّتها، لتشارك في حركة القضيَّة، وفي موقع التحدّيات، لنطرد كلَّ الفكر الَّذي عشنا تخلّفه، والذي يقول: إنَّ المرأة لا دور لها في ساحة الصِّراع، وإنَّ المرأة عندما تتحرَّك في مواجهة الأعداء، أو في نصرة القضيَّة، فإنّها تفقد معناها.
إنَّ فاطمة الزهراء (ع) سيِّدة نساء العالمين، أكَّدت معناها عندما وقفت في مواقف التحدّي، وأكَّدت معنى عمق الإسلام في شخصيَّتها، فلم تبقَ مجرَّد أنثى، ولكنَّها عاشت كإنسانة مسلمة في المواقع القياديَّة التي تدافع عن الحقّ، والتي تتحدَّى وتقبل التحدّي وتواجهه. وهكذا كانت الزهراء (ع) في مواقفها، النَّموذجَ الأعلى للإنسان المسلمة، لا في عبادتها وحسب، ولا في دورها الأمومي والزوجي في البيت وحسب، ولكن في دورها الرياديّ في حركة العلم ضدّ الجهل، وفي حركة الإسلام ضدّ الانحراف.
وهكذا كانت زينب (ع)، فورثت عن أُمِّها عنفوانها، وقوَّتها، ورساليَّتها، وشخصيَّتها، وتحدّيها وصبرها، لأنَّ الزهراء (ع) لم تكن صاحبة مصائب جازعة، كانت (ع) تصبرُ حتّى في عمق المصيبة، وكانت عندما تحرِّك المصيبة، لا تحرّكها من موقع سقوط الإنسان أمامَ المصائب، ولكن من موقع انفتاح الإنسان على المصائب، من خلال وعي إنسانيَّة العاطفة، ووعي حزن القضيَّة وحركتها.
نحن نحتاج إلى أن تزورنا زينب (ع)، لنزداد وعياً وقوَّة ومسؤوليَّة في واقعنا الإسلامي، ولنزداد حركيَّة في مجتمعنا الَّذي يريد الكثيرون من النَّاس أن يجمِّدوه. نحن نحتاج إلى أن ينطلق المؤمنون والمؤمنات كما أرادهم الله {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}[التّوبة: 71]. كان بعضهم أولياءَ بعض في عهد الدَّعوة، فكانت المرأة الواعية إلى جانب الرجل الواعي، وكان المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض في حركة الهجرة، وكانت المؤمنة المهاجرة إلى جانب الرجل المهاجر، وكان المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض في ساحة الحرب، فكان الرَّجل يقاتل، وكانت المرأة تسقي العطاشى، وتضمِّد الجرحى، وكان المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض في خدمة الإسلام، في كلِّ موقعٍ فيه للإسلام قضيَّة، وفيه للإسلام معركة...
زينب (ع) كانت قضيَّة، ونريدُها أن تبقى قضيَّة، كانت بطلة كربلاء، ونريدها أن تُنتج أكثر من بطلة لأكثر من كربلاء، وكانت رساليَّة، ونحن بحاجة إلى الرِّساليَّات اللاتي يتكاملن مع الرساليّين.

* من كتاب "للإنسان والحياة".
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير