جمعيّة المبرّات الخيريّة

جمعيّة المبرّات الخيريّة
 

بدأ السيّد فضل الله العمل المؤسّسي عن طريق رصد الواقع وتحديد حاجاته، إيماناً منه بأنّ وظيفة العالم الدّينيّ هي تفعيل ذهنيّة التكافل المجتمعي، بما يفتح الباب أمام تعاون الناس على البرّ والتقوى. لذا عمل السيّد(رض) على سدّ الاحتياجات، من خلال حثّ الخيّرين على المساهمة في إنشاء المؤسّسات التي أرادها أن تكون الإطار الحاضن للعمل الإسلامي، والقاعدة التي يستمرّ من خلالها العمل تحت شعار "المؤسّسات تبقى والأشخاص يزولون".
جمعيّة المبرّات الخيريّة
 
 مع تصاعد وتيرة الحرب الداخليّة اللّبنانيّة الّتي اندلعت في العام 1975م، وما نتج من ذلك من ازدياد أعداد الأيتام وحالات الفقر، برزت الحاجة إلى مؤسّسة تحتضن الأيتام، فتأسّست مبرّة الإمام الخوئي(ره). ثمّ توالت المؤسّسات على امتداد الأرض اللبنانيّة، ما دعا السيّد(ره) إلى أن ينشئ إطاراً يحتضن هذا العمل ويطوّره، فكان تأسيس "جمعيّة المبرّات الخيريّة" التي تمثّل اليوم تجربةً رائدةً في المجال التربوي والرعائي على وجه الخصوص.
وكانت عين السيّد فضل الله ترصد في العمل المؤسّسي أمرين: الأوّل: هو تقديم الخدمة المباشرة للشرائح الاجتماعيّة التي أنشئت الجمعيّة من أجلها. والثاني: مساهمتها في تنمية المنطقة التي توجد المؤسّسة فيها. ولذلك، كان الراصدون للتجربة يرون بكل وضوح كيف ساهمت المؤسّسات التي أنشئت في المناطق النائية والفقيرة في إنماء المحيط الاجتماعي وإعماره، وتحوّلت تلك المؤسّسات إلى نقطة ارتكاز المشروع الإسلامي الذي يرتكز في نظر السيّد(ره) على المدرسة بشكل خاصّ، باعتبارها القاعدة الأساس لتطوير الإنسان وصوغ شخصيّته على أساس الإيمان والعلم والعمل الصالح.
وتعدّ جمعيّة المبرّات الخيريّة من كُبريات مشاريعه؛ بل من كُبريات المشاريع الإسلاميّة التي تمتاز بتراكم خبراتها وتطوّرها المطّرد كمّاً ونوعاً.

• المؤسّسات التّربويّة:
يُعتبر التَّعليم أحد أهمّ مقوّمات النهوض الحضاري لأيّ مجتمع، ولا سيّما عندما يرتكز على قيم الإسلام ـ بأصالته ومعاصرته ـ المنفتح على الإنسان كلّه في إطار القيم الإنسانيّة التي أكّدتها الأديان السماويّة كلّها.
وقد تميّزت مدارس جمعيّة المبرّات الخيريّة بتعليمها المميّز، إضافةً إلى توفيرها البيئة الإسلاميّة الرّائدة، وهي تعمل على إعداد جيل رساليّ مؤمن بالله ورسالاته، ومنفتح على الإنسان، ويأخذ بقيم الحرّية الفكريّة والموضوعيّة والانفتاح.
وقد تخرّج من تلك المدارس إلى الآن، الآلاف الذين وفدوا إلى الجامعات باختصاصاتٍ مختلفة لينالوا الشهادات الجامعيّة، متسلّحين بتميّزهم العلمي إلى جانب التزامهم الديني، وقد احتضنت جمعيّة المبرّات الخيريّة كثيراً منهم كعاملين في إطارها، وفي مواقع متميّزة تبعاً لكفاءاتهم العلميّة والمهنيّة.
وقد بلغ عدد مدارس الجمعيّة 15 مدرسة أكاديمية و6 معالهد مهنية وفنية تضم 22000 تلميذ.
كما اهتمّ السيّد(ره) بذوي الاحتياجات الخاصّة، فشدد على تأسيس معهد للمكفوفين والصمّ وذوي الإعاقة اللغويّة، ليكون من أهمّ المؤسّسات التي ترعى ذوي الاحتياجات الخاصّة في المنطقة العربيّة والإسلاميّة. 

• المؤسّسات الرعائيّة (مبرّات الأيتام)
تضمّ جمعيّة المبرّات الخيريّة سبع مبرّات للأيتام، تحتضن في كنفها حوالى 4000 يتيم ويتيمة، وتؤمّن لهم المسكن والملبس والمأكل والمشرب في جوٍّ من الرعاية الأسريّة التي تحاول ـ ما أمكنها ـ احتضان اليتيم في جوٍّ عاطفيٍّ مناسب افتقده بفقد الأب، أو الأبوين. كما تؤمّن الجمعيّة لأيتامها التعليم في مدارسها، إلى نهاية الصفوف العليا، ثمّ تواكبهم حتى نهاية دراساتهم الجامعيّة.
وبعد الانخراط في العمل الجامعيّ، تحرص الجمعيّة على تقديم العون المادّي للأيتام، ضمن برنامج دعم، يساهم معه الخرّيج في تعليم نظرائه من الأيتام، بما يعزّز لديه الشّعور بالثّقة بالنفس.
كما وضعت الجمعيّة برامج لتأمين فرص عمل في دوائر عملها الإداريّة والتعليميّة والرعائيّة، حيث يأخذ الأيتام الخرّيجون الأولويّة على غيرهم، مع توفّر الكفاءة المناسبة للموقع الوظيفيّ.

الموارد الماليّة للمؤسّسات الرعائيّة تقوم على ثلاثة مصادر أساسيّة:
الأوّل:
تقديمات وزارة الشؤون الاجتماعيّة اللبنانيّة، وهي تغطّي جزءاً من تكاليف الرعاية لليتيم.
الثاني: كفالات الأيتام عبر تبرّعات الخيّرين.
الثالث: الحقوق الشرعيّة التي يُعتبر الأيتام أحد أهمّ موارد صرفها.

 التطوير المستمرّ
إدراكاً منها لأهمّية استمرار العمل المؤسّسي، أطلقت جمعيّة المبرّات الخيريّة مشروع التطوير الإداري الذي يهدف إلى تطوير العاملين في الحقول التربويّة والرعائيّة والإداريّة والإنتاجيّة، بما يحقّق التجانس في العمل من جهة، ويؤمّن استمراريّة الخبرات لإشغال المواقع الوظيفيّة تبعاً للحاجات المستقبليّة من جهةٍ ثانية.

المستشفيات والمراكز الصحّية
كان السيّد المرجع(ره) لصيقاً بالفقراء، ودائم التفكير في معاناتهم وكيفيّة رفع كاهل الحرمان عنهم، ولذلك كان همّه الأساس إتمام مشاريعه الرعائيّة بالرعاية الصحّية، فوجّه العاملين، ورعى بشكل مباشر، إنشاء عدد من المستشفيات والمراكز الصحّية، وهي على الشّكل الآتي:

ـ مستشفي بهمن: وهو أكبر المشاريع الصحّية التي أشرف عليها السيّد المرجع(ره).
ـ دار الأمان لرعاية العجزة والمسنّين.
ـ مستوصفات: ياطر، سرعين...

• المشاريع الإنتاجيّة
على قاعدة تأمين الاستمراريّة للعمل في المستقبل، فإنّ جمعيّة المبرّات الخيريّة، وبتوجيهٍ مباشر من مؤسّسها المرجع الرّاحل(ره)، عملت على افتتاح العديد من المشاريع الإنتاجيّة، التي تشكّل روافد تسدّ جزءاً من الحاجات الضخمة للمؤسّسات.
وهي ـ مع مساهمتها تلك ـ تعطي صورةً حضاريّةً للواقع الإسلامي القادر، ليس على إنشاء المشاريع فحسب، بل على المنافسة والتفوّق.
 
 
 
 

بدأ السيّد فضل الله العمل المؤسّسي عن طريق رصد الواقع وتحديد حاجاته، إيماناً منه بأنّ وظيفة العالم الدّينيّ هي تفعيل ذهنيّة التكافل المجتمعي، بما يفتح الباب أمام تعاون الناس على البرّ والتقوى. لذا عمل السيّد(رض) على سدّ الاحتياجات، من خلال حثّ الخيّرين على المساهمة في إنشاء المؤسّسات التي أرادها أن تكون الإطار الحاضن للعمل الإسلامي، والقاعدة التي يستمرّ من خلالها العمل تحت شعار "المؤسّسات تبقى والأشخاص يزولون".
جمعيّة المبرّات الخيريّة
 
 مع تصاعد وتيرة الحرب الداخليّة اللّبنانيّة الّتي اندلعت في العام 1975م، وما نتج من ذلك من ازدياد أعداد الأيتام وحالات الفقر، برزت الحاجة إلى مؤسّسة تحتضن الأيتام، فتأسّست مبرّة الإمام الخوئي(ره). ثمّ توالت المؤسّسات على امتداد الأرض اللبنانيّة، ما دعا السيّد(ره) إلى أن ينشئ إطاراً يحتضن هذا العمل ويطوّره، فكان تأسيس "جمعيّة المبرّات الخيريّة" التي تمثّل اليوم تجربةً رائدةً في المجال التربوي والرعائي على وجه الخصوص.
وكانت عين السيّد فضل الله ترصد في العمل المؤسّسي أمرين: الأوّل: هو تقديم الخدمة المباشرة للشرائح الاجتماعيّة التي أنشئت الجمعيّة من أجلها. والثاني: مساهمتها في تنمية المنطقة التي توجد المؤسّسة فيها. ولذلك، كان الراصدون للتجربة يرون بكل وضوح كيف ساهمت المؤسّسات التي أنشئت في المناطق النائية والفقيرة في إنماء المحيط الاجتماعي وإعماره، وتحوّلت تلك المؤسّسات إلى نقطة ارتكاز المشروع الإسلامي الذي يرتكز في نظر السيّد(ره) على المدرسة بشكل خاصّ، باعتبارها القاعدة الأساس لتطوير الإنسان وصوغ شخصيّته على أساس الإيمان والعلم والعمل الصالح.
وتعدّ جمعيّة المبرّات الخيريّة من كُبريات مشاريعه؛ بل من كُبريات المشاريع الإسلاميّة التي تمتاز بتراكم خبراتها وتطوّرها المطّرد كمّاً ونوعاً.

• المؤسّسات التّربويّة:
يُعتبر التَّعليم أحد أهمّ مقوّمات النهوض الحضاري لأيّ مجتمع، ولا سيّما عندما يرتكز على قيم الإسلام ـ بأصالته ومعاصرته ـ المنفتح على الإنسان كلّه في إطار القيم الإنسانيّة التي أكّدتها الأديان السماويّة كلّها.
وقد تميّزت مدارس جمعيّة المبرّات الخيريّة بتعليمها المميّز، إضافةً إلى توفيرها البيئة الإسلاميّة الرّائدة، وهي تعمل على إعداد جيل رساليّ مؤمن بالله ورسالاته، ومنفتح على الإنسان، ويأخذ بقيم الحرّية الفكريّة والموضوعيّة والانفتاح.
وقد تخرّج من تلك المدارس إلى الآن، الآلاف الذين وفدوا إلى الجامعات باختصاصاتٍ مختلفة لينالوا الشهادات الجامعيّة، متسلّحين بتميّزهم العلمي إلى جانب التزامهم الديني، وقد احتضنت جمعيّة المبرّات الخيريّة كثيراً منهم كعاملين في إطارها، وفي مواقع متميّزة تبعاً لكفاءاتهم العلميّة والمهنيّة.
وقد بلغ عدد مدارس الجمعيّة 15 مدرسة أكاديمية و6 معالهد مهنية وفنية تضم 22000 تلميذ.
كما اهتمّ السيّد(ره) بذوي الاحتياجات الخاصّة، فشدد على تأسيس معهد للمكفوفين والصمّ وذوي الإعاقة اللغويّة، ليكون من أهمّ المؤسّسات التي ترعى ذوي الاحتياجات الخاصّة في المنطقة العربيّة والإسلاميّة. 

• المؤسّسات الرعائيّة (مبرّات الأيتام)
تضمّ جمعيّة المبرّات الخيريّة سبع مبرّات للأيتام، تحتضن في كنفها حوالى 4000 يتيم ويتيمة، وتؤمّن لهم المسكن والملبس والمأكل والمشرب في جوٍّ من الرعاية الأسريّة التي تحاول ـ ما أمكنها ـ احتضان اليتيم في جوٍّ عاطفيٍّ مناسب افتقده بفقد الأب، أو الأبوين. كما تؤمّن الجمعيّة لأيتامها التعليم في مدارسها، إلى نهاية الصفوف العليا، ثمّ تواكبهم حتى نهاية دراساتهم الجامعيّة.
وبعد الانخراط في العمل الجامعيّ، تحرص الجمعيّة على تقديم العون المادّي للأيتام، ضمن برنامج دعم، يساهم معه الخرّيج في تعليم نظرائه من الأيتام، بما يعزّز لديه الشّعور بالثّقة بالنفس.
كما وضعت الجمعيّة برامج لتأمين فرص عمل في دوائر عملها الإداريّة والتعليميّة والرعائيّة، حيث يأخذ الأيتام الخرّيجون الأولويّة على غيرهم، مع توفّر الكفاءة المناسبة للموقع الوظيفيّ.

الموارد الماليّة للمؤسّسات الرعائيّة تقوم على ثلاثة مصادر أساسيّة:
الأوّل:
تقديمات وزارة الشؤون الاجتماعيّة اللبنانيّة، وهي تغطّي جزءاً من تكاليف الرعاية لليتيم.
الثاني: كفالات الأيتام عبر تبرّعات الخيّرين.
الثالث: الحقوق الشرعيّة التي يُعتبر الأيتام أحد أهمّ موارد صرفها.

 التطوير المستمرّ
إدراكاً منها لأهمّية استمرار العمل المؤسّسي، أطلقت جمعيّة المبرّات الخيريّة مشروع التطوير الإداري الذي يهدف إلى تطوير العاملين في الحقول التربويّة والرعائيّة والإداريّة والإنتاجيّة، بما يحقّق التجانس في العمل من جهة، ويؤمّن استمراريّة الخبرات لإشغال المواقع الوظيفيّة تبعاً للحاجات المستقبليّة من جهةٍ ثانية.

المستشفيات والمراكز الصحّية
كان السيّد المرجع(ره) لصيقاً بالفقراء، ودائم التفكير في معاناتهم وكيفيّة رفع كاهل الحرمان عنهم، ولذلك كان همّه الأساس إتمام مشاريعه الرعائيّة بالرعاية الصحّية، فوجّه العاملين، ورعى بشكل مباشر، إنشاء عدد من المستشفيات والمراكز الصحّية، وهي على الشّكل الآتي:

ـ مستشفي بهمن: وهو أكبر المشاريع الصحّية التي أشرف عليها السيّد المرجع(ره).
ـ دار الأمان لرعاية العجزة والمسنّين.
ـ مستوصفات: ياطر، سرعين...

• المشاريع الإنتاجيّة
على قاعدة تأمين الاستمراريّة للعمل في المستقبل، فإنّ جمعيّة المبرّات الخيريّة، وبتوجيهٍ مباشر من مؤسّسها المرجع الرّاحل(ره)، عملت على افتتاح العديد من المشاريع الإنتاجيّة، التي تشكّل روافد تسدّ جزءاً من الحاجات الضخمة للمؤسّسات.
وهي ـ مع مساهمتها تلك ـ تعطي صورةً حضاريّةً للواقع الإسلامي القادر، ليس على إنشاء المشاريع فحسب، بل على المنافسة والتفوّق.
 
 
 
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير